لأننا لا نريد أن تكون مطالبنا بزيادة مكافآت طلاب الجامعات هي القضية الأولى والشائكة لأصحاب الشأن.. وشباب وطننا الغالي أظهر أنه يتربع على قمة عرش الوفاء في وقت الأزمات. هؤلاء هم الذين يُعتد بهم ويُرفع بهم الرأس، ليشكلوا لُحمة وطنية واحدة سيرسمها تاريخ هذا البلد المعطاء لتكوّن صورة فريدة من نوعها عبر الأزمان، حتى تكون شاهدا وحجة لوفاء شبابنا، ولا عزاء لأي حاقد أو جاحد. كما أن المتتبع لأوضاعنا (الدراسية) في جامعاتنا المحلية مقارنة بغيرنا ممن حولنا سيدرك ولا شك أننا نعيش نعمة عظيمة أدامها الله. ما سبق كان هو الأساس، والفرع يأتي هنا بأن سر تميز طلابنا لن يكتمل إلا بتوفر الجو المناسب لهم لإظهار وصقل كل ما لديهم وخدمة للدين والعلم والوطن. ولأن هذا الجو المنشود قد نعده مكتملا في أكثر النواحي إلا أنه ينقصه (حجر زاوية) لاكتماله، وكلنا رجاء بأن يتم اكتماله في أقرب فرصة.. إن قضية (مكافآت الطلاب الجامعيين) هي حجر الزاوية هنا، فأخبروني بربكم هل 990 ريالا للتخصصات العلمية و840 ريالا للتخصصات الأدبية كافية لتوفير وضمان هذا الجو المنشود؟.
إن المحيط من حولنا أظهر لنا ارتفاعا وتزايدا غير مسبوق، ظروف الحياة أصبحت جدا قاسية، وأخص بالذكر هنا الفئة المذكورة أعلاه. نسبة من طلابنا لا يتيسر لهم توفير مستلزماتهم الحياتية والدراسية اليومية والشهرية إضافة إلى أن الكثير منهم يعولون أسرهم وينفقون على أنفسهم عبر هذا المبلغ الذي لا يكاد يُذكر ولم يُحرك ساكنا منذ اعتماده قبل ثلاثة عقود من الزمن عكس كل من حولنا. تخيلوا حال شاب عاطل عن العمل واسألوا أنفسكم هل المبلغ المذكور أعلاه يفي باحتياجاته ومستلزماته؟ ثم حكّموا ضمائركم تجاه الطلاب الجامعيين..! خلاصة القول: كل ما نرجوه هو أن يكون تفكيرنا كطلاب جامعيين منصبا على أن نبذل قصارى جهدنا لتميزنا في مجالنا، بدلا من كون تفكيرنا منصبا لإيجاد طريقة وأخرى لأجل توفير أبسط أبجديات الحياة التي نعيشها حاليا، وبما أنه قد لا يروق للبعض موضوع هذه الزيادة. لأنهم لم يقاسوا ما نقاسيه هذه الأيام، فأقترح أن يُصرف (بدل) لكل طالب جامعي تحت مسمى (بدل مستلزمات حياتية) إن سلّمنا بأن الهدف من المكافأة هو توفير المستلزمات الدراسية ليكون موافقا لـ(بدل غلاء المعيشة) المصروف لأفراد الشعب حاليا، ويكون هذا البدل بنسبة معينة تتم دراستها وتقديرها جيدا.
وختاما.. إن أهم المواثيق التي تقرّها العقول البشرية بأن كل مجتمع متماسك ناجح لن يقوم له أساس إلا بشبابه متى ما توفر لهم الجو المنشود ولأن هذه القضية تمثل جزءا ليس بالبسيط من شباب وطننا الغالي فإننا نرجو أن يجدوا التفاتة وفاء وتقديرا لهم.