بسبب وسم على جمل سائب لم يعثر على صاحبه ظلت أم عبدالله التي فقدت ابنها في حادث مروري ثلاثة أعوام تسعى للحصول على حقها وحق ابنها المتوفى دون جدوى، رغم اعتراف مرور بقيق محل الحادث بإدانة صاحب الجمل الذي فضل القاضي البحث عنه حتى العثور عليه على إصدار حكم تتم إحالته إلى الجهات المختصة لدفع قيمة الدية من بيت المال كما ينص النظام ويسمح بالتالي بصرف شركة التأمين على السيارة قيمتها بعد تلفياتها.

وذكر الوكيل الشرعي لأم عبدالله، المحامي حسن البريك أن القضية تعود تفاصيلها لعام 1428 للهجرة، عندما كان ابنها المتوفى عبد الله بن محمد حكمي (32 عاماً)، متزوجا، ويعمل بالحرس الوطني، يقود سيارته على طريق بقيق الرياض على بعد 20 كيلو من محافظة بقيق بالمنطقة الشرقية، وبرفقته أحد أقاربه الساعة التاسعة ليلاً فاصطدم بجمل على الطريق فتوفي السائق عبدالله على الفور فيما تم نقل مرافقه إلى المستشفى بعد إصابته، كما أدى الحادث أيضاً إلى تلفيات في السيارة ونفوق الجمل.

وأضاف البريك أنه وبعد معاينة الجمل وجد وسم على شكل مطرقين (1 1) على الخد الأيسر وكذلك مطرق واحد (1) على العنق جهة اليسار مما استدعى الجهات الأمنية للبحث والتقصي عن صاحب الجمل حسب التعميم الصادر من وزارة الداخلية برقم 77833 في 11/9/1399، والمتضمن إدانة صاحب الجمل السائب عن المسؤولية في التسبب بحادث مروري ليلاً.

وقال البريك إن القضية التي ظلت ما بين القضاء والمرور لأكثر من 3 سنوات جعلته وموكلته في حيرة من أمرهم لاسيما بعد التأجيل المتكرر للقضية وتعليقها حتى العثور على صاحب الجمل، مستغرباً أن لا يتم اعتبار الجمل ضد مجهول، طالما لم يتم التعرف حتى الآن على صاحبه، مؤكداً أن هذا هو الحل الوحيد حتى تحصل موكلته على حقها الشرعي والنظامي.

وفي استفسار عن الحادثة قال مدير مرور بقيق العقيد راشد بن فهاد الهاجري في تصريح إلى "الوطن" أمس، إن دور المرور هو التحقيق في الحادثة وإحالة كامل الأوراق إلى الجهات القضائية التي تفصل في القضية ويتم رفعها للحاكم الإداري بعد ذلك للنظر فيها، مبيناً أن لوالدة المتوفى الحق في متابعة قضيتها سواء عن طريقها أو من يمثلها.

يشار إلى أن مراعي الإبل تنتشر في عدد من مناطق المملكة، حيث تقوم بتجاوز المراعي إلى حرم الطرق القريبة من تلك المناطق وبعض من قطعان الإبل يقطع الطرق، الأمر الذي يؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية، ويتحمل الرعاة وأصحاب الإبل المسؤولية لعدم اهتمامهم بإبعادها عن هذه الطرق، ورغم التوجيهات الصادرة من الجهات المختصة والنداءات المتكررة لملاك الإبل بمراقبتها وعدم الاقتراب من الطريق إلا أنه مع الأسف الشديد فإن قلة منهم من يتجاوب مع تلك التعليمات والنداءات.

وكانت وزارة النقل قد قامت بعمل مجموعة من الإجراءات والاحتياطات اللازمة للحد من تلك الحوادث التي تتسبب فيها الإبل، والتي من بينها تزويد الطرق السريعة وبعض الطرق المزدوجة بمعابر للجمال لتستخدم من قبل الرعاة ومالكي الإبل والماشية بشكل يساعد الإبل والمواشي على العبور منها دون الدخول إلى الطريق ومن ثم التسبب في الحوادث. وكذلك تغطية سطح المعبر بمواد رملية تتناسب مع بيئة المناطق المحيطة بالطريق لتساعد على عبور الإبل لتلك المعابر وتزويدها كذلك بساتر يحجب رؤية حركة المرور أثناء عبور سطح المعبر. بالإضافة إلى إنشاء مصائد تمنع دخول الإبل والحيوانات الأخرى إلى هذه الطرق.