فكرة إقامة كأس العالم للمسلسلات العربية في رمضان هي فكرة مصرية، منذ أيام فوازير شيريهان وعم فؤاد، وبرامج (سلي صيامك)، ثم تلقفتها القنوات العربية الرسمية، وانتقلت العدوى فيما بعد إلى القنوات الفضائية الخاصة، ولعل المرجعية التاريخية لهذا الأمر تعود إلى أيام المماليك، حيث كانت مصر تمزج بين مظاهر العبادة والتسلية، كما في أدبيات المحمل المصري، الذي كان يُودع ويُستقبل باحتفالات فنية مهيبة، وكذلك دخول المواسم الدينية، والموالد التي تعد إلى اليوم في مصر مناسبات للفرجة.

واليوم يتكاتف المعلنون والقنوات والمتفرجون على ترسيخ هذا المبدأ، وذلك أن رمضان يعد أكثر أشهر السنة استهلاكا، وبالتالي إنفاقا، ثم مردودا إعلانيا، ورغم ذلك لم أقابل أحدا من كبار صناع الدراما في العالم العربي يعارض فكرة نقل موسم الدراما الرمضانية إلى أي موسم آخر يتواطأ عليه الآخرون، لكن لم يجرؤ أحد على تعليق الجرس، بإمكان القنوات الكبرى أن تغير هذا الأمر، وأن تكسب المزيد من خلال صناعة أكثر من موسم واحد للدراما بعيدا عن المواسم الدينية، خاصة بعد أن حققت بعض الأعمال نسب مشاهدة رمضانية، مثل مسلسل حريم السلطان، وبرنامج مواهب العرب، ولم يعد الشهر الكريم هو الشهر الوحيد الذي تجتمع فيه الأسرة حول الشاشة، بإمكان إحدى القنوات الكبرى أن تعلن رمضان شهرا روحانيا، وتحدد موسما آخر كالعيد – مثلا – شهرا للدراما وسوف يتبعها الآخرون، وتكون قد نالت الريادة في تغيير تقليد لم يعد هناك مايوجب استمراره، وأعتقد من خلال استقراء الكثير من الآراء المهمة أن هذا الأمر سيحدث قريبا.