تزامنا مع القمة الخليجية التي تستضيفها الرياض اليوم وتستمر ليومين، وسط توقعات أن يسيطر ملف العلاقات مع إيران على جدول أعمالها، خاصة أن طهران كانت قد هددت في وقت سابق بإشعال فتيل مواجهة في المنطقة، أكد وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات متعددة الأطراف الأمير تركي بن محمد، عزم دول المجلس على مواجهة التهديدات الإيرانية المستمرة، عبر اتخاذ التدابير اللازمة حيال مثل تلك التهديدات، مبديا رفض دول المجلس لتهديدات طهران، ومؤكدا أنها "بحثت بشكل مستفيض".
وحول التهديد الإيراني الأخير قال في رده على سؤال لـ"الوطن" أول من أمس، على هامش الاحتفال الذي أقامته السفارة البحرينية بالرياض بمناسبة عيدها الوطني "إن دول المجلس ترفض التهديدات الإيرانية ولا تقبل بأي أمر يمس أمنها واستقرارها".
وفيما أعطى الأمير تركي الأولوية في حل القضايا الشائكة لـ"الطرق السلمية"، جدد التأكيد على أن دول المجلس "عاقدة العزم على حماية نفسها ومكتسباتها ومقدراتها"، وهو ما اعتبره "أمرا مشروعا للجميع".
وأظهرت تصريحات وكيل وزارة الخارجية السعودية، سعي دول مجلس التعاون لإقامة علاقات طبيعية مع جميع الدول بما فيها إيران، يسودها الاحترام وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. وقال "لم ندخر وسعا في ذلك". وأوضح أن "تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لا يأتي إلا عن طريق التفاهم والشفافية وإدراك مشاغل كل طرف". وفي رد على سؤال عما إذا كانت دول الخليج بمنأى عن الثورات العربية، قال الأمير تركي "نحن سمعنا الكثير عن هذا الأمر، ولكن ما أريد أن أقوله إن حصانة المجتمع الخليجي تنبع من المجتمع نفسه، ونحن نشعر بأن هناك تلاحما وتفاهما وانفتاحا في القضايا التي تهم المواطن الخليجي على جميع المستويات، وأن هناك اتصالا ثابتا وقويا بين القاعدة والقيادة، وهذا لم تفرزه الأحداث الأخيرة بل هي قاعدة ثابتة منذ القدم، وهو ما نسعى إلى تحقيقه وتعزيزه".
وأشار إلى أن المتغيرات في المنطقة وأحداث الربيع العربي ستكون على طاولة نقاش القادة الخليجيين في قمتهم التي ستبدأ أعمالها اليوم في الرياض، وقال "المنطقة تمر بتطورات متلاحقة وبأوضاع متغيرة وهذا يتطلب بحث هذه الأمور بروح من الجدية والصراحة والشفافية"، مشيرا إلى أنها من أولويات البرامج التي سوف تبحث للخروج بتصورات موحدة وموقف موحد لكيفية التعاطي مع هذه المتغيرات.
وأوضح الأمير تركي أن "المملكة ودول مجلس التعاون قامت بجهود كبيرة للتعاطي مع هذه المتغيرات والأحداث، ونحن على علم واطلاع بها"، لافتا إلى أن "ما تدعو له هذه التطورات والتظاهرات، نحن ندعو إليه بشكل آخر يتمثل في عملية الإصلاح والتطوير ومكافحة البطالة والفساد والشفافية"، مشددا على أن عملية الإصلاح والتطوير التي تشهدها دول المجلس "ليست استجابة لما يحصل في دول أخرى، ولكن هي عقيدة وسياسة ثابتة نقوم بها على كافة الأصعدة".
وفي رد على سؤال آخر لـ"الوطن" عن الإشكالات الأمنية وحالة عدم الاستقرار التي تشهدها كل من مصر وليبيا، قال "نأمل الاستقرار لكل الدول المجاورة والشقيقة، لأنه لا يمكن تحقيق تطور وازدهار في بيئة غير مستقرة.. فالاستقرار والأمن وتجنب الفوضى عناصر هامة جدا"، معتبرا خيارات الشعبين المصري والليبي حقا من حقوقهما. وفي ملف آخر، أشار الأمير تركي بن محمد إلى صدور تعليمات تقضي بفتح المجال أمام السوريين المقيمين في المملكة بتمديد فترة بقاء الراغبين منهم في البقاء وعدم إجبارهم على المغادرة نتيجة الظروف الاستثنائية التي تعيشها بلادهم. وقال "إخواننا السوريون أشقاء لنا وعلى الرحب والسعة في بلدهم الثاني".