واقع الأعمال الفنية يكشف أن الفن أصبح بلا إبداع ولا ابتكار. جل ما فيها نقل لقصص من الواقع وأحيانا لا ينجحون في نقلها، كما حدث مع مسلسل "ساهر الليل" الذي أصبح سخرية للجمهور قبل النقاد، بسبب ظهور جهاز "آي فون" بينما العمل يحكي غزو العراق للكويت عام 1990.
ولم يشفع كون منتجي الأعمال الفنية هم أبطالها لتكون أكثر إبداعا وأدق في تصوير واقع القصص والحكايات، فقط الشيء الوحيد الذي أبدعت فيه الأعمال الفنية، هو رسم لوحة تظهر قبل عرض المسلسل لتؤكد أن القصة من وحي الخيال، ولا علاقة لها بأي توافق مع شخصيات على أرض الواقع، ولا أحد يشك أن ذلك يأتي هروبا من "القضايا والمحاكم"!
الممثلة ريم عبدالله حلت مؤخرا كبطلة على مسلسل "هوامير الصحراء" فقدمها المنتجون على أبطال العمل، بما فيهم النجم "أحمد الصالح" الذي كان مقدما في الأجزاء الثلاثة الماضية، ففضحت صراحتها عبر "تويتر" المستور، وكشفت أن "هوامير الصحراء" يحكي قصصا لشخصيات واقعية خلافا لما يقوله منتجو العمل!
في مصر، استغل المنتجون كل شيء من حكاوي الواقع، بما فيها تجسيد شخصيات "البلطجية" في الأعمال والبرامج الترفيهية، حتى وصل الأمر إلى إنتاج مسلسل بعنوان "البلطجي" ليعرف الصغار والكبار بطولات البلطجية؛ بلا أي هدف سوى إنتاج عمل رمضاني، والمشاركة في السباق على أموال الفضائيات وإعلانات التجار! أحيانا أتصور لو أن المخرج سلط "الكاميرا" على الواقع لأخرج أعمالا أفضل وأجود من تلك التي يحشد لها الممثلين والنجوم، فيتشاجرون على ترتيب أسمائهم وصورهم في مقدمة العمل!.