قد يعود البعض بعد فترة قادمة للشموع والفوانيس، تائبين إلى الله من ذنب "الكهرباء"، فلعل مصباح أديسون لم يعد يضيء بفعل الانقطاعات المتكررة للكهرباء على المنازل، ولعل أجهزة العلاقات العامة تشعر بالفخر والاعتزاز أنها لم تصل بعد إلى مستوى التصريحات المتوالية من شركة الكهرباء وعلى لسان رئيسها التنفيذي علي البراك الذي يقول إن انقطاعات شهر "رمضان" فردية، والشركة نفسها التي وعدت المواطنين قبل أعوام أن انقطاع الكهرباء لن يتكرر مستقبلاً، ومع ذلك أصبحت فترة الذروة فترة عناق بين المواطنين وهواتفهم النقالة، طالبين الرحمة من شركة الكهرباء وموظفيها الذين ابتكروا طريقة لا يمكنك من خلالها الاتصال، فالخط يغلق بشكل آلي بمجرد اتصالك.

هل تنقطع الكهرباء عن منازل مسؤولي الشركة؟ وهذا - إن صح - مثله مثل الجولات التفقدية المفاجئة لبعض المسؤولين، والتي يسبقهم فيها المصورون وبعض الصحفيين، فيأتي المسؤول متلثما في حيرة من أمره، هل يتم الجولة، أم ينتعش بفعل الفلاش.

ما يحدث من شركة الكهرباء هو قمة الاستهتار بالمواطن، لا أحد يعوض من فسدت بضاعته التي اشتراها لثلاجة منزله بمبلغ قد يكون وفره منذ أشهر، ولا أحد سيعالج المرضى الذين تتوقف أجهزتهم الكهربائية التي يتعالجون بها حين يتوقف التيار، كل ما يحدث أن الشركة تواصل التصريحات والوعود.

هيئة مكافحة الفساد وهيئة الرقابة تستطيعان التحقق من هذا الأمر!

السيارة أصبحت ملجأ لسكان المناطق ذات درجات الحرارة المرتفعة، فما إن تنطفئ الكهرباء حتى يصبح مكيف السيارة "هو الحل".. وليمرض من يمرض.. ولتفسد اللحوم والمأكولات.. فشركة الكهرباء مصرة على أن المسألة "فردية". وشكراً..