قال رئيس قسم الرياضيات في الإدارة العامة للإشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم الدكتور ثامر العيسى "من الصعب تطبيق النظرية البنائية بشكل فاعل في بعض المدارس، وليس من الضروري استخدام البنائية في كل الحصص، فالذي يحدد ذلك هو طبيعة الدرس والمفهوم المقدم وعدد التلاميذ بالصف وغيرها من الشروط الواجب توافرها لتطبيق التوجه البنائي".

وأشار إلى صعوبات تواجه استراتيجيات التعليم والتعلم في معظم الدول، من أهمها مشكلة انفصال فروع المناهج والبرامج التربوية، وضعف برامج إعداد المعلمين قبل الخدمة، وقصور برامج إعداد المعلمين أثناء الخدمة، وقلة الاهتمام والإلمام بالتطوير المهني (التنمية المستدامة)، وضعف مخرجات التعلم وعدم مواكبة كثير منها لمتطلبات سوق العمل وتحقيقها لرغبات المجتمع، وقصور بيئات التعلم بشقيها المادي والبشري.

وأكد الدكتور العيسى خلال حديثه إلى "الوطن" أمس، أن تطبيق النظرية البنائية بشكل فاعل في التعليم يتطلب العمل على تعديل بعض الأنظمة التعليمية، وتقليل كثافة التلاميذ في الصف، وتهيئة المباني والمعدات ومصادر التعلم والمختبرات والمعامل وبيئة التعلم بشكل عام التي تتطلبها البنائية، وتدريب المعلمين تدريباً حقيقياً إجرائياً على كيفية تطبيق التوجه البنائي في التعليم، وتبنى المناهج على المهام والأنشطة والمشكلات مفتوحة النهائية القابلة للتمدد والتوسع بحيث تتحدى تفكير المتعلمين دون أن تحبطهم والتركيز على تطوير أداء المتعلم وشخصيته ككل.

وأكد العيسى أن النظرية البنائية تستلزم المرونة في الجدول المدرسي إذ إن بعض المفاهيم يحتاج تدريسها باستخدام التوجه البنائي إلى حصتين متتاليتين، حيث توجد إيجابيات وسلبيات، وقال "يجب التعامل مع ذلك بحذر بحيث ننتقي منها الأفضل بما يتناسب وديننا وعاداتنا وتقاليدنا وأنظمتنا التعليمية". مشدداً على أنه لا يمكن إطلاقاً الاستغناء عن "النظرية السلوكية" السابقة في العملية التعليمية حالياً.

وقال إن صياغة الأهداف التعليمية في البنائية المعرفية، تتم في صورة مقاصد أو غايات أو نتاجات عامة تحدد من خلال عملية مفاوضة اجتماعية بين المعلم والطلبة بحيث تتضمن غايات عامة لمهمات التعلم يسعى التلاميذ جميعهم لتحقيقها.

ولفت إلى أن التقييم يعتبر من التحدّيات التي تواجه البنائيين، إذ ينادون بفكرة التقييم المحرّر من المقاصد أو الغايات، وهي فكرة تعتمد على قيام المعلم بتحديد مقاصد أو غايات مسبقة يقيّم في ضوئها أداء التلاميذ.