أكد عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض ومسؤول ملفه الإعلامي أحمد رمضان في حديث إلى"الوطن" أمس أن "الأجهزة الأمنية السورية تتنصت على هواتف بعثة المراقبين العرب وتقوم بالتشويش عليها، بالإضافة إلى تلقي بعض أعضائها رسائل تهديد شخصية بالقتل".

في غضون ذلك شهدت المدن السورية أمس أكبر تظاهرات احتجاج من نوعها منذ انطلاق الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد. وسقط عشرات القتلى والجرحى بنيران الأمن في عدة مدن سورية.

وفي مصر تظاهر الآلاف في ميدان التحرير أمس فيما أطلق عليه "جمعة لم الشمل" التي تهدف للتوفيق بين المتظاهرين في ميداني التحرير والعباسية. وفي العاصمة اليمنية صنعاء تظاهر أمس الآلاف للمطالبة بمحاكمة الرئيس علي عبدالله صالح والمسؤولين عن مقتل 13 متظاهرا مناهضين للنظام الأسبوع الماضي.




صعدت قوات الأمن السورية من عملياتها ضد المتظاهرين الذين احتشدوا في جمعة "الزحف لساحات الحرية" بمئات الآلاف في أكبر احتجاجات تشهدها سورية خلال الانتفاضة الممتدة منذ تسعة أشهر ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وسقط عشرات القتلى والجرحى في مواجهات عدة مدن سورية أمس. وقال نشطاء إنهم يريدون أن يظهروا لمراقبي جامعة الدول العربية مستوى الغضب الشعبي. ووصلت مجموعة من المراقبين إلى بلدة حرستا قرب دمشق وتحدثت إلى السكان المحليين.

وفي غضون ذلك أكد رئيس بعثة المراقبين الفريق أول محمد مصطفى الدابي أن ما جاء منسوبا على لسانه "لا أساس له من الصحة ولا يمت إلى الحقيقة بصلة". وكانت تصريحات نسبت إلى الدابي ولاقت انتقادات قال فيها معقبا على ما رآه في سورية "لم نر شيئا مخيفا". وذكر بيان للجامعة العربية أمس أنه "في هذا الإطار، وحرصا من البعثة ولتفادي نقل تصريحات مغلوطة من أي جهة سيكون تصريح البعثة مكتوبا ليعمم على كافة وسائل الإعلام الإقليمية والدولية".

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 250 ألف شخص على الأقل خرجوا بعد صلاة الجمعة إلى شوارع إدلب وبنش وأريحا وسراقب ومعرة النعمان وخان شيخون وكفرومة وكفرنبل وعدة بلدات وقرى ريف إدلب. وأكد رئيس المرصد أن دبابات الجيش السوري سحبت من خان شيخون وسراقب تمهيدا لزيارة المراقبين العرب المكلفين بمتابعة الوضع على الأرض. وقتل خمسة مدنيين في درعا برصاص الأمن بينما أصيب 24 آخرون بجروح بـ"قنابل مسمارية" اتهم هذه القوات باستخدامها لتفريقهم في دوما. وذكر المرصد أن خمسة محتجين على الأقل قتلوا في مدينة حماة، فيما أصيب أكثر من 20 بجراح إثر إطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن في حي الحميدية والحاضر. وفي حمص أفاد نشطاء أن أربعة متظاهرين قتلوا عندما أطلقت قوات الأمن الرصاص بشكل عشوائي في المحافظة. وأضافوا أن لجنة الصليب الأحمر اللبنانية نقلت ثلاثة سوريين على الأقل أصيبوا في الهجوم من حمص إلى مستشفى في مدينة طرابلس الساحلية. ومن جهته قال قائد الجيش السوري الحر إنه أصدر أمرا لضباطه بوقف كافة الهجمات على قوات الأمن الحكومية خلال زيارة وفد المراقبين العرب. وقال العقيد رياض الأسعد في اتصال هاتفي أمس "أصدرت أمرا بوقف كل العمليات من اليوم الذي دخلت فيه اللجنة سورية يوم الجمعة الماضي. كل العمليات ضد النظام ستتوقف إلا في حالة الدفاع عن النفس".

وعبرت روسيا عن ارتياحها لبدايات مهمة بعثة المراقبين في سورية، مؤكدة أن التقارير الأولية حول الوضع مطمئنة. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس إن "روسيا مرتاحة لبداية مهمة مراقبي الجامعة العربية". وأضافت أن تصريحات رئيس البعثة تشير إلى أن "الوضع هناك يبعث على الاطمئنان". وفي المقابل أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها إزاء بعثة المراقبين. وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند إن الولايات المتحدة قلقة بسبب استمرار العنف رغم وجود المراقبين، موضحة في الوقت ذاته أن واشنطن ستحكم على نجاح تلك البعثة في نهاية المطاف بناء على كيفية تنفيذ مهمتهم. وأوضحت نولاند "نرى بعض المؤشرات الإيجابية، غير أنها ليست كافية"، غير أنها أشارت إلى أن النظام يحتاج إلى قبول الجوانب الأخرى لمقترح الجامعة العربية لإنهاء العنف. وأضافت "المراقبون وحدهم لن يكفوا إذا لم ينته العنف، وإذا لم تخرج الدبابات من المدن وإذا لم يتم الإفراج عن السجناء السياسيين من السجون".

ومن جهته أجرى الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليستر برت اتصالاً هاتفيا أمس مع أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي بحثا خلاله التطورات في سورية وزيارة وفد تقصي الحقائق التابع للجامعة إلى الأراضي السورية. وأكد برت أن "المملكة المتحدة تدعم دائما الجهد الذي تبذله الجامعة العربية في سبيل دفع نظام الأسد لإنهاء العنف في سورية". وقال "أتطلع إلى التقرير الذي ستعده البعثة بعد انتهاء مهمتها".


رمضان: دمشق تتنصت على هواتف البعثة

جدة: ياسر باعامر

قال عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري ومسؤول ملفه الإعلامي أحمد رمضان في حديث إلى "الوطن" إن "الأجهزة الأمنية السورية تقوم بالتنصت على هواتف مراقبي البعثة العربية والتشويش عليها، بالإضافة إلى رسائل تهديد شخصية بالقتل". وقال بعد لقاء في القاهرة أول من أمس جمع وفدا من المجلس الوطني برئاسة برهان غليون بأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، إنهم قدموا خلال اللقاء "ملاحظات على أداء البعثة منها أن المجلس طلب من الجامعة إمداد بعثتها بعدد من الإمكانات اللوجستية لتوثيق الانتهاكات". وأضاف أن بعض مراقبي البعثة "يستخدمون كاميرات الهواتف النقالة".

وقال رمضان: المجلس الوطني أوصل رسالة مباشرة لأمين عام الجامعة بضرورة اكتمال إرسال باقي فريق بعثة المراقبة البالغ عددها 425 عضواً حيث إن العدد الموجود حالياً يقدر بـ 75 عضوا "لتحقيق العملية المطلوبة من توثيق أوضاع المجازر والقتل العشوائي". وذكر أن اللقاء ركز أيضا على ضرورة ضغط الجامعة على المسؤولين السوريين بتخفيف القيود الأمنية المفروضة على فريقها.