منذ فترة قريبة كتبت هنا تعليقا على تقارير الأداء السنوية للجهات الحكومية المختلفة التي يناقشها مجلس الشورى، وقلت إن المجلس يناقش تقارير ميتة تجاوزها الزمن، فنحن الآن قريبون من منتصف عام 2010 والمجلس يناقش تقارير الأداء لعام 2007 فما الفائدة من مناقشة تقرير تجاوزه الزمن بثلاث ميزانيات للدولة؟ وكنت سألت مجلس الشورى عن السر في ذلك لكن المجلس لم يجب. الآن المجلس يرفع صوته الحاد بسبب ما وجده في تقرير ديوان المراقبة العامة من وجود نحو أربعة آلاف مشروع قيمتها ستة مليارات ريال متعثرة أو متعطلة أو متوقفة، لكن التقرير الذي بين يدي السادة الأعضاء هو لعام 1427-1428 أي مر عليه ثلاث سنوات وكان الأولى بالسادة الأعضاء أن يرفعوا أصواتهم ويطالبوا ديوان المراقبة العامة بتقرير عام 2009 فهو الأقرب الذي سيضعهم في صورة الواقع القريب الذي يمكن في ضوئه تقديم حلول عملية لأية مشكلات قد يتحدث عنها التقرير، أما نتائج تقرير مضى عليه سنوات ثلاث حفلت بالكثير من المتغيرات والتطورات فأظنها تدخل تحت باب المثل الشعبي الشهير (طردان في الفائت...).

لاشك أن أربعة آلاف مشروع متوقفة أو متعطلة بستة مليارات تستحق التوقف والمناقشة والحدة وحتى الصراخ ، لكن الذي يستحق أكثر من ذلك هو تأخر تقارير الأداء السنوية كل هذه السنوات، وطالما أن من مهام مجلس الشورى مراقبة الأداء في ضوء هذه التقارير السنوية ألا يشعر المجلس أن مختلف الجهات تستخف بدوره الرقابي هذا، فتقدم له تقارير عفا عليها الزمن لتشغله بما لا طائل من ورائه ولا فائدة ترجى؟ لماذا لا يقوم المجلس بمناقشة أسباب تأخر تقارير الأداء السنوية كل هذه السنوات، ويتخذ قرارا بعدم قبول أي تقرير أداء لا يأتي خلال ستة أشهر من انتهاء السنة المالية؟ ولماذا لا يقوم المجلس بمناقشة مدى الفائدة من ديوان المراقبة العامة نفسه بصفته جهة رقابية من شأنها مراقبة أداء بقية جميع الجهات الحكومية الأخرى؟ فما فائدته إذا كان لا يقدم تقريره إلا بعد ثلاث سنوات؟

يبدو أن السادة أعضاء مجلس الشورى الذين رفعوا أصواتهم من هول ما وجدوه في تقرير ديوان المراقبة العامة لم ينتبهوا إلى أنه يتحدث عن حال مر عليها ثلاث سنوات وإلا لكانوا شققوا ثيابهم. هذا إذا كان هناك إحساس بأهمية وخطورة الزمن، أما إذا كان هناك إحساس بتوقف الزمن أو عدم أهميته، فلماذا لا تكون تقارير الأداء هذه خمسية؟ وتقدم عن طريق وزارة التخطيط مع الخطط الخمسية فيستريح معدوها ومناقشوها ولا داعي لرقابة ولا يحزنون.