سيكون نهائي كأس الملك اليوم تاريخيا في أمجاد الكرة السعودية, ذكرى ربما يصعب أن تحاك خريطتها, أو أن تصاغ معالمها, إذ إن نهائي اليوم الذي يتسابق عليه الهلال والاتحاد بين يدي خادم الحرمين الشريفين للظفر به لأول مرة في تاريخهما بعد أن كسب الشباب اللقب مرتين وابتعد عن نسخته الثالثة هذا الموسم.
فالهلال الذي كسب جميع بطولات الكؤوس على مختلف مسمياتها يريد أن يغلق حسابه البطولي هذا العام عند البطولة الـ 51, والاتحاد بواسطة جراح (القلوب) الدكتور خالد المرزوقي الذي يأبى ألا يغادر كرسي الرئاسة إلا ببطولة يهديها لجماهير العميد، يطمح لأول وآخر بطولات الموسم.
وأمام هذه الطموحات المختلفة, إلا أن الجميع سواء الفرق المتبارية في هذه البطولة الغالية, والتي توقفت على مناشط كروية أخرى, فإنها وصلت جميعها للهدف المنشود, وهو الدفع بالرياضة السعودية للأمام واستثمار الإمكانات التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ, وفي مثل هذه المناسبات فإن المحصلة الرقمية في الفوز تنتفي، كون المناسبة أعظم وأكبر من أن تشملها لغة الأهداف وحسابات الفوز, إذ إن تشريف خادم الحرمين الشريفين للقاء, هو أكبر وأسمى من أن يبحث الهلال والاتحاد عن جدلية أيهما أحق باللقب, كون الجميع اعتاد أنه لا خاسر في حضرة المليك، فالكل كاسب للقب.
اليوم سيرسم الشعب السعودي عبر شبابه لوحات الولاء لخادم الحرمين الشريفين, ولوحات مضيئة لتلاحم القيادة والشعب, في أبهى مكان كروي وأكبر شواهد هذا العصر للتطور التنموي للرياضة السعودية ولاهتمام الدولة بقطاعي الشباب والرياضة, حين يفتخر الشعب بمليكه وصحبه الكرام تحت خيام مدرجات استاد الملك فهد الدولي التي ستقي الجماهير الحاضرة من زخات المطر التي تشهدها العاصمة هذه الأيام, فإنه ادعى إلى أن نحمد الله على هذه النعمة الجزلاء وأن نفتخر جمعيا كشعب ومقيمين بالقيادة والعيش بوطن ملؤه واحات من الأمن والأمان, بعد رعاية الرحمن, وبرجال وهبوا أنفسهم لخدمة الدين والمليك والوطن.وعندما يلاطف خادم الحرمين الشريفين ـ أيده الله ـ اللاعبين ومن يصعد للمنصة بالسلام عليه بعد نهاية المباراة, فإن ذلك من أنقى الصور العفوية والتواضع الجم والإنسانية الراقية التي يحملها (حفظه الله) تجاه شعبه وكل من يعيش على تراب هذا الوطن المعطاء.