أطلقت مجموعة من طلاب وطالبات الدراسات العليا السعوديين، صفحة بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للبحث عن وظائف استعرضوا خلالها شهاداتهم التي ابتعثوا وكافحوا من أجل الحصول عليها للعمل على خدمة وطنهم.

وتضمنت الصفحة فيلما وثائقيا مبسطا وضع فكرته الطالب بجامعة الملك سعود قسم الإعلام عبدالرحمن بقنة، الذي أشار فيه إلى أنه حاول إيصال رسالة عبر كلمات بلسان الطلاب والطالبات بالتعاون مع زميله المخرج عبدالإله الدليم المبتعث في كندا.

وحكت فاطمة تجربتها في البحث عن الوظيفة، وقالت إنها حاولت وزميلاتها مرات عدة التواصل مع وزارة الخدمة المدنية بشأن العمل في كل مرة يعلن فيها متحدثها الرسمي عبدالعزيز الخنين عن بدء التقديم، إلا أنهم لا يرون أي شيء على أرض الواقع.

وأوضحت سمر الحاصلة على ماجستير تربوي تخصص "تقنيات تعليم"، أنها وخلال دراستها تحملت الضغوط المالية الكثيرة لتوفير متطلبات الدراسة من أجهزة وبرامج وكتب وغيرها بهدف تحقيق حلمها بإكمال الدكتوراه، ولكن بدأت تشعر الآن بأن ذلك بدا صعبا.

وقال عبدالله الشمراني وهو أحد خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين من أميركا حاصل على الماجستير في تخصص تقنيات التعليم بتقدير ممتاز، أن بعض الجامعات تدعي الاكتفاء على رغم تكدس الأجانب، فيما تعلل البعض بعدم وجود ارتباط بين تخصص البكالوريوس والماجستير على رغم أن المعادلة الصادرة من وزارة التعليم العالي تشير إلى وجود ارتباط، وأخرى تدعي عدم وجود وظائف شاغرة، ثم تعلن عن حاجتهم إلى التعاقد مع أجانب في نفس تخصصاتهم.

وروى عليان البلوي تجربته بأنه تخرج عام 1428 بحصوله على درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة تبوك بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، وحصل على بعثة ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين لإكمال درجة الماجستير في الرياضيات في أستراليا عام 2011، وعاد وقدم أوراقه إلى جامعة تبوك، وطلبوا منه الانتظار، إلا أن الجامعة لم ترد عليه منذ خمسة أشهر، ثم تقدم لجامعة طيبة ثم جامعة شقراء ولم يتسلم أي رد منهما، وأنه اضطر للتعاقد مع شركة الخليح للتدريب ويقوم بالتدريس في إحدى كليات جامعة شقراء.

أما الدكتور هزاع أبو قرين فأشار إلى أنه رغم الظروف الصعبة التي واجهها طيلة فترة دراسته للحصول على الماجستير والدكتوراه، إلا أنه كان يشعر براحة نفسية غامرة بأمل العودة إلى الوطن ويكون عنصرا فاعلا في بنائه، وبالفعل عاد وتوجه إلى جامعة الحدود الشمالية لكنه فوجئ بردة الفعل التي قوبل بها من مدير الجامعة الذي أوضح لهم بأنهم "مكتفون"، على الرغم أن الجامعة حديثة النشأة وتزخر بالعديد من المتعاقدين العرب ممن يحملون مؤهلات مشابهة ومقاربة لتخصصاتهم.