احترت من أين أبدأ، فقرارات اتحاد الكرة التي أقرها أمس، تمثل نقلة كبيرة في تاريخ كرة القدم السعودية، كون التطوير يبدأ في الأساس من عملية التنظيم.
ولذلك، من حق اتحاد الكرة أن نقول له شكراً، ونرفع العقال تقديراً واحتراماً لنتائج هذا الاجتماع التاريخي الذي جاء ليعزز الرغبة في إحداث تطوير فعلي على مستوى كرة القدم السعودية. اتحاد الكرة وعد فأوفى، فقد وضع مدة زمنية لفريق التطوير الذي تم تشكيله بعد خروج المنتخب من تصفيات كأس العالم، كأول حدث يهز عرش كرة القدم السعودية، منذ التأهل لنهائيات كأس العالم 1994 في أمريكا. هذا الصباح، وهذا اليوم الـ12 من مايو 2010 من وجهة نظري الشخصية، أهم من التأهل لنهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا، فقد تأهلنا من قبل لأربع مرات متتالية، وفي كل مشاركة كانت نتائجنا تأتي أقل من تلك التي سبقتها، متواضعة، مخيبة للآمال، ما يعني أننا كنا نتراجع كل أربع سنوات، ولم نتقدم إلاّ على مستوى الفوز ببطاقة التأهل للنهائيات العالمية، وهو وإن كان يمثل إنجازاً كبيراً، إلاّ أنه كان يخفي وراءه خللا كبيرا.
ولا شك أن قرار المشاركة بالمنتخب الأولمبي في دورة كأس الخليج المقبلة، هو قرار صائب، فنحن أكبر الداعمين لهذا التجمع الخليجي، لكن المنتخب الأول تنتظره استحقاقات أهم من بطولة ودية، أولها نهائيات أمم آسيا يناير المقبل.
حتى على مستوى مشاركات الأندية في دوري أبطال آسيا، سجلت الفرق السعودية تراجعاً واضحاً، ولذلك كان قرارا المشاركة في دورة الخليج المقبلة بالمنتخب الأولمبي، وتعليق المشاركة في بطولة الأندية الخليجية في الموسم المقبل قرارين يمكن وصفهما بالشجاعين، ويعبران بصراحة عن عدم فائدة هاتين البطولتين وقلة مردودهما الفني، أو انعدامه تماماً على المنتخبات والأندية السعودية.
ومن هنا يمكن القول إن تعليق المشاركة في بطولة الأندية الخليجية، تعني أن صبر اتحاد القدم على اللجنة التنظيمية قارب على النفاد، وربما ينفد، مالم تتم إعادة اللوائح والأنظمة بصورة تحفظ للأندية السعودية حقوقها، بعد تعرض الاتفاق والنصر لظلم واضح في البطولة.
أشرت في البداية إلى أنني لا أدري من أين أبدأ، وكان من المهم جداً أن أبدأ بمنتخب الوطن، والاستحقاقات الخارجية الرسمية للمنتخب والأندية، لكنني أرى أن كل قرار من قرارات اتحاد الكرة التي صدرت عقب اجتماعه يوم أمس، تستحق أكثر من مقال.
ولعل من أهم القرارات كذلك إعادة تشكيل لجان اتحاد كرة القدم لتكون متطابقة ومنسجمة مع ما هو معمول به في الاتحاد الدولي، ليس تقليلاً من عمل اللجان العاملة، ولكن رغبة في التطوير وضخ دماء جديدة، وتحقيق أهداف المرحلة المقبلة التي تتطلب عملاً احترافياً كاملاً. وللتأكيد على أن اجتماع اتحاد الكرة، كان تاريخياً، فإن تغيير نظام وتنفيذ ومسمى بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد، لتصبح تحت مسمى دوري كأس الأمير فيصل بن فهد، وتقام بطريقة الدوري الكامل من دورين لسن 21 سنة، أقل ما يمكن أن نقدمه لهذا الاسم الكبير في الرياضة السعودية والعربية.
أما الحدث السار للفرق التي تأكد هبوطها للدرجات الأدنى في دوري زين، والدرجة الأولى، والدرجة الثانية، فكان في اعتماد زيادة أندية هذه الدرجات، وبالأخص زيادة فرق دوري زين السعودي للمحترفين ليصبح 14 نادياً، وهنا أزف التهنئة للفريقين المكافحين الرائد ونجران اللذين تأكد بقاؤهما.