أدى إلغاء المناورات العسكرية المشتركة التي كان من المقرر أن تجرى في أبريل المقبل بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى تكهنات متعددة حول الأسباب التي أدت إلى هذه الخطوة. وكانت أجهزة الإعلام الأميركية قد نقلت تقريرا نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" وقالت فيه إن المناورات أجلت بسبب اعتبارات تقنية ولوجستية، إلا أن أجهزة الإعلام الأميركية التي علقت على النبأ، قالت إن واشنطن هي التي ألغت المناورات.

وفي كل الأحوال أدى نشر تقرير "جيروزاليم بوست" يوم الأحد الماضي إلى إخراج كثيرين من المعنيين بالقضية من عطلة نهاية الأسبوع بحثا عن حقيقة ما حدث. وسارعت الإدارة بدورها بإتاحة بعض مسؤوليها للرد على الأسئلة، إذ قال مسؤول رفيع المستوى بالبنتاجون، طلب عدم ذكر اسمه، لعدد من أجهزة الإعلام الأميركية إن سبب التأجيل يرجع إلى طلب قدمه وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك وليس إلى قرار من واشنطن.

إلا أن هناك أسئلة عن الســـبب الذي جعل ضابطــا كبيـــرا في الجيش الإسرائيــلي يقول يوم الـــخميس السابق عــن إعلان تأجيل المناورات إنها ستجري في الربيع، أي في موعدها، ذلك أنه لو كان الأمر قد جاء بناء على طلب من باراك فإن ذلك لا يفسر جهل ضابــط إسرائيلي كبير يفترض مشاركته في الإعداد للمناروات بما طلبه وزير دفاعه. وقالت وكالة "جويش تلجراف" الإخبارية اليهودية إن طلب التأجيل جاء بالفعل بناء على طلب باراك ولأسباب تتعلق بالميزانية الدفاعية الإسرائيلية. وقال الناطق بلسان القيادة العسكرية الأوروبية في البنتاجون الكابتن جون روس "إنني أعلم أن هناك مجموعة من الأسباب التي يمكن أن تكون قد أدت إلى القرار، ولكن على وجــه العموم فإن أفضل مشاركة لجميع الوحدات العسكرية من الجانبين يمكن أن تأتي في وقت لاحق من هذا العام".

وساد في واشنطن تفسير يقول إن القرار جاء بناء على طلب اتفاق مشترك بين الطرفين، حيث إن "ترمومتر" التوتر في الخليج يرتفع باضطراد فيما سيأتي إجراء المناورات المشتركة في هذا التوقيت ليزيد من تصاعد التوتر. وتعتقد واشنطن أن الدرب الأفضل الآن للتعامل مع الملف الإيراني هو تشديد العقوبات، لتجنب الحرب وليس كمقدمة لإشعالها، ذلك أن واشنطن متمسكة تماما بألا تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي. وأي تقدم إيراني في ذلك الاتجاه يعني بدوره الاقتراب من خط المواجهة. وتأمل إدارة الرئيس أوباما أن تفلح العقوبات في إقناع الإيرانيين بترك درب محاولة صنع سلاح نووي قبل أن يصبح قرار الحرب حتميا.