أثارت تقارير عن حشوات سيليكون "مغشوش"، تنتجها شركة فرنسية، هلع كثير في النساء في دول العالم، ووصل هذا الخوف إلى المملكة، حيث لجأ بعض السعوديات في فترات سابقة إلى استخدام السيليكون في عمليات تجميلية بأجزاء مختلفة من الجسم سواء داخل المملكة، أو خارجها. في الوقت نفسه أعلنت وكالة تنظيم المنتجات الصحية البريطانية عن وجود علاقة بين الحشوات والسرطان.

وأوضح مدير قسم العمليات بمستشفى الملك فهد بجدة، استشاري جراحات التجميل الدكتور حسين العامري لـ" الوطن" أن "قسم جراحات التجميل بالمستشفى تلقى كثيرا من الاستفسارات والشكاوى من بعض السيدات اللاتي شعرن بالخوف والقلق من التقارير التي نشرت حول السيليكون المغشوش، مؤكدا تقدم 4 سيدات من أعمار مختلفة بطلبات نزع حشوات سيليكون من أجسادهن سبق وأن زرعنها خارج المملكة بأسعار رخيصة، واتضح بعد الكشف أن الحشوات رديئة وغير مرخصة.

وأضاف أن "اختصاصي الجراحة بالمستشفى يتلقى مئات الاتصالات يوميا حول هذه الحشوات، مفيدا أنه ليس هناك ما يدعو للقلق، حيث إن نزع الحشوة يتم بعملية جراحية وتحت التخدير الكلي، مشيرا إلى تخصيص فريق طبي للرد على المتصلات وتطمينهن.

من ناحيته نصح الأمين العام للجمعية السعودية للنساء والولادة مدير برنامج صحة المرأة البروفيسور هشام عرب النساء اللاتي زرعن حشوات قبل عشر سنوات، ومن خضعن للزرع خارج المملكة، بالإسراع إلى أقرب مركز للفحص للاطمئنان على صحتهن.

وأضاف أن الخوف الذي صاحب الإعلان عن الشركة المصنعة للحشوات المغشوشة أدى إلى خوف كثير من السيدات ممن أجريت لهن عمليات زرع، وأوضح أن من هناك علامات يجب أن تلحظها المرأة مثل احمرار حول الثدي، والتهابات، ووجع حول منطقة الصدر، عندها يجب أن تسارع للحصول على استشارة طبية.

وفي الوقت نفسه أكد أستاذ جراحة التجميل استشاري التجميل بجامعة أم القرى الدكتور علاء سلطان عدم استخدام الحشوات الضارة في أي من عيادات جدة، لافتا إلى أن بعض السيدات يشعرن بالوجع والضيق بعد الزراعة، وهذا شيء طبيعي، لأن زراعة أي جسم غريب في جسد الإنسان قد يؤدي للشعور ببعض الرفض.

وأوضح أن عمليات زراعة السيليكون من العمليات الجراحية الرائجة، وليس لها أي أعراض مرضية، وهي من أكثر الجراحات ناجحا وسرعة، وأن خطأ شركة واحدة لن يؤثر على جراحات التجميل في شتى بقاع الأرض.

ولكنه اعترف أن التقارير التي نشرت عن السيليكون المغشوش أثارت الخوف في نفوس السيدات، مشيرا إلى أن عيادته تستقبل ما يقرب من 60 اتصالا يوميا بعضهن زرعن حشوات سيليكون خارج المملكة، وأن فحوصات تمت على بعض السيدات أثبتت سلامة المادة المزروعة.

وعن الفئات التي تقبل على هذا النوع من العمليات، أشار الدكتور سلطان إلى أن أكثر الراغبات في تجميل الصدر تتراوح أعمارهن من 20 إلى 30 عاما، والسبب يعود لصغر حجم الثدي مما يدعو للخجل أو بسبب ترهله بعد الولادة، مضيفا أن المرض النفسي لبعض الفتيات وراء ارتفاع نسبة العمليات التجميلية ما بين 18 إلى 20 سنة.

وأشار إلى أن وكالة تنظيم المنتجات الصحية البريطانية أعلنت مؤخرا عدم ضرورة نزع أكياس السيليكون الفرنسية، لعدم وجود أدلة بحثية طبية ذات مرجعية موثقة لعلاقة الأكياس بأمراض سرطان الثدي.

ويرى استشاري جراحات التجميل والترميم والحروق رئيس قسم التجميل بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور أحمد بخش أن المرأة السعودية أصبح لديها ثقافة عالية، وهي تطلع كثيرا على مواقع الإنترنت للاستعلام عن حجم الضرر الذي يترتب على العملية الجراحية قبل إجرائها، مضيفا أن عمليات زرع الحشوات السليمة قد يصاحبها بعض الالتهابات، وهذا أمر عادي.

وأكد أن جميع مستشفيات المملكة تخضع لمراقبة هيئة الغذاء والدواء، ولا تستخدم أي منتجات طبية غير مسموح بها، مضيفا أن قسمه تلقى عددا كبيرا من الاتصالات لسيدات خضعن لزراعة السيليكون خارج المملكة يتخوفن من إصابتهن بأضرار صحية بسبب السيليكون غير المطابق للمواصفات.

وأوضح الدكتور بخش أن نزع الحشوات يتم عادة بسبب حدوث التهاب في المنطقة المزروعة، أو رفض الجسم المادة الصناعية، وهذه الحالات تظهر أحيانا في دول العالم.