فيما يناقش المجلس الوزاري العربي بعد غد في القاهرة، التقرير التفصيلي للمراقبين العرب حول مهمتهم في سورية، تواصلت عمليات القتل على أيدي نظام الأسد، ووصلت حصيلتها أمس إلى 25 قتيلا.

وأبلغ العضو السعودي في لجنة المراقبين إبراهيم السليمان "الوطن" أن كل فريق رفع مشاهداته كافة بشكل يومي لرئيس البعثة محمد أحمد مصطفى الدابي الذي يتولى إعداد التقرير التفصيلي، رافضا الخوض في تفاصيل ما حواه الجانب الأمني، مضيفا "الجانب الإنساني في منطقة عملنا بحماة كان سيئاً جدا وهناك نقص حاد في المواد الغذائية والطبية".

وحول ما إذا تضمن التقرير النهائي ما يخالف مشاهداتهم وما تم توثيقه، قال السليمان "لكل حادث حديث، نمتلك الوثائق والأدلة والتسجيلات لكل ما رصدناه".

من جهته قال مصدر دبلوماسي في القاهرة لـ"الوطن" إن التقرير "لا يوفر ذرائع وجيهة لإيقاف مهمة عمل المراقبين، أو طلب تدخل أممي"، دون أن يستبعد وجود انتقادات للحكومة السورية بسبب توفيرها أجواء أضرت بالمهمة، مشيرا إلى إمكانية طلب دعم فني من الأمم المتحدة فيما يخص تدريب المراقبين العرب.

وكان وفد الأمانة العامة للجامعة العربية قد عاد إلى القاهرة أمس، في الوقت الذي مدد رئيس البعثة محمد الدابي فترة بقائه في دمشق ليوم واحد.

 




 


أكد العضو السعودي في لجنة المراقبين العرب في سورية إبراهيم السليمان، أن تقريراً تفصيلياً سيرفع من قبل رئيس بعثة المراقبين محمد أحمد مصطفى الدابي "يتضمن النتائج والمعلومات التي رصدتها البعثة حتى الآن". وقال إن اجتماع المجلس الوزاري العربي الأحد المقبل سيناقش التقرير التفصيلي ويقرر استمرار عمل البعثة من خلال تمديد مهمتها أو الاكتفاء بما تم حتى الآن. وأوضح السليمان في حديث لـ"الوطن" أن كل فريق مراقبة يعمل على رفع كافة مشاهداته والتبليغات والصور والوثائق بشكل يومي لرئيس البعثة الذي يتولى بدوره إعداد التقرير التفصيلي. ورفض السليمان الحديث أو إعطاء تفاصيل حول الجانب الأمني من التقرير. وقال "لا أستطيع الإفصاح عنها فلست مخولاً لمناقشتها لأنها ستعرض على المجلس الوزاري الأحد المقبل، لكن الجانب الإنساني في منطقة عملنا في حماة كان سيئاً جدا وهناك نقص حاد في المواد الغذائية والطبية".

وأضاف "لقد أقسمنا على أداء هذا الواجب وقول الحق وأن نتكلم بكل مصداقية ونسجل ما نراه باحترافية وأمانة رغم مخاطره ولم نخش في الله لومة لائم، نحن نمثل السعودية في ذلك المكان بكل ما فيها من قوة على الحق واعتدال في المواقف"، مبيناً أن فريق العمل كان يعمل بشكل مستمر على تصوير وتوثيق كل ما يخالف البروتوكول، وتوثيق كل الحالات التي وقفنا عليها، ونقلناها بكل مصداقية"، مكرراً رفضه الدخول في التفاصيل حتى التقرير النهائي ومقاربة ما فيه من معلومات مع ما قدم.

ولدى سؤاله حول ما إذا قدم التقرير النهائي ما يخالف مشاهداتهم وما تم توثيقه، قال السليمان "لكل حادث حديث، وبعض المنظمات الحقوقية العربية التي شاركت في المراقبة أبدت تخوفها من تسييس التقرير النهائي بشكل يخالف الوقائع، لكننا نمتلك الوثائق والأدلة والتسجيلات لكل ما رصدناه لكننا بسبب التزامنا بالمصداقية رفضنا أن نستغل من جانب الحكومة السورية أو من قبل المعارضة فلم نقدم أي تصريحات أو تحليل لمشاهداتنا وركزنا على توازن مواقفنا لنضمن الحياد في أنفسنا أولاً".

وبين أنه منذ بداية عمل فريق المراقبة في حماة قام بافتتاح مكتب له مما مكنه على وضع خرائط واستخدام الإحداثيات في عمل المراقبة وتسجيل الوقائع والأحداث، مضيفاً أنه تم استخدام أفضل التقنيات في تسجيل كل المعلومات التي تردهم ليقوموا بتزويد الجهات المعنية بها أولاً بأول إضافة إلى التنسيق مع الجهات الحكومية حسب البرتوكول لمعرفة مصير بعض المفقودين أو الاستفسار عن بعض الحالات.

ومن جهته قال مصدر دبلوماسي لـ"الوطن" إن التقرير الذي أعده الفريق الدابي "لا يوفر ذرائع وجيهة لإيقاف مهمة عمل المراقبين، أو طلب تدخل أممي". ولم يستبعد المصدر أن يكون التقرير قد حوى انتقادات للحكومة السورية بسبب "توفيرها أجواء أضرت بالمهمة". كما أشار إلى إمكانية أن يطلب دعماً فنياًً من قبل الأمم المتحدة فيما يخص تدريب المراقبين العرب. وقال الدابي في بيان أصدرته الجامعة أمس إن التقرير يتضمن خلاصة عمل البعثة ومهمتها التي كلفت بها بموجب البروتوكول الموقع ما بين الجامعة والحكومة السورية، حيث إن الفرق الـ15 التي عملت في المناطق المختلفة بسورية "أدت مهمتها بأعلى درجات النزاهة والشفافية ووقفت على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وهو ما أدى إلى قبولها من الفرقاء المختلفين"، مشيرا إلى أن الفرق ستواصل عملها كالمعتاد.

وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي في تصريحات له أمس "إننا الآن في مرحلة مفصلية لأن تقرير رئيس الفريق العربي للمراقبين سيكون حاسماً، وسيكون محل تقييم"، مشيراً إلى "صعوبات تتعلق بالمناطق الساخنة". وأضاف "ستكون هناك متابعة حثيثة لأعمال اللجنة وردود الفعل والتقارير التى نستلمها يومياً والتي على ضوئها سندرس كل الاحتمالات"، مؤكداً أن "التقرير سيكون مرحلة مهمة تستهدف معرفة هل اللجنة قادرة على مواصلة عملها أم لا بد من الاستعانة بخبرة الأمم المتحدة".

وأشار إلى "بعض الصعوبات التي ظهرت في عمل اللجنة التي تعرضت إلى عدد من الممارسات وصلت إلى درجة التعدي على شخصين من أفراد البعثة وإصابتهما بجروح وتكسير السيارات التي يستقلونها". وأضاف أن "هذا أثر على عمل اللجنة وتحركها رغم البيان الذى صدر عن الخارجية السورية الذي أكد على الالتزام بحماية اللجنة وتسهيل كل تحركاتها حتى وصل الأمر إلى تقديم الاعتذار".