حريق في تاريخية جدة يستنفر الدفاع المدني.. سقوط 3 منازل تاريخية وسط جدة.. تلك بعض العناوين التي لا تكاد تخلو منها الصحف اليومية، وتتناقلها أجهزة النداء اللاسلكي في غرف عمليات الدفاع المدني وأمانة جدة، وسط غموض يكتنف هذه الحوادث، وتأكيدات من الدفاع المدني باستمرار بحث الأسباب، واتهامات تطلقها الأمانة عقب كل حادث بأن بعض هذه الحوادث بفعل فاعل، وذلك على لسان رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامس نوار.

وفي الوقت الذي يواصل فيه الدفاع المدني تحريه الأمني حول الأسباب والدوافع التي أدت إلى حريق وقف "المنوفي" المكون من بنايتين بمنطقة جدة التاريخية أول من أمس، أكد نوار لـ"الوطن" أن الحريق حدث "بفعل فاعل"، مرجعا ذلك إلى أن المنزلين مهجورين منذ مدة ولا يوجد بهما كهرباء، كما أن النار شبت فيهما بسرعة كبيرة في السطح.

مدير إدارة الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة اللواء عادل زمزمي قال لـ"الوطن" أمس، إن التحقيقات الأمنية ما زالت جارية للوقوف على مسببات الحريق، مشيرا إلى أن الدفاع المدني يأتي ضمن اللجنة التي تم تشكيلها برئاسة محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد وعضوية القطاعات الحكومية، لدراسة وضع المنطقة وإيجاد الحلول وتحديد المشاكل في المنطقة التاريخية.

وأضاف أن اللجنة بدأت منذ نحو عامين، وأوجدت تحسينات ملموسة في المداخل، كما تم تحسين الوضع بشكل عام وإيجاد شبكة للإطفاء، مشيرا إلى أنه تم إخلاء عدد كبير من المستودعات داخل المنازل، كما تم التنسيق مع شركة المياه الوطنية والأمانة لإيجاد أنظمة الإطفاء، وتهدف إلى إيجاد صيغة وتوصيات حاسمة تعمل من أجل الصالح العام مع التركيز على بقاء المنطقة التاريخية منطقة مستقلة ذاتيا نظرا لخصوصيتها.

وذكر نوار أن الحرائق لم تتجاوز حريقين مند إنشاء البلدية قبل 16 شهرا، مشيرا إلى أن المنطقة التاريخية بدأت بتصنيف 575 مبنى، وبعد الحرائق والهدم نقصت إلى 440 مبنى، فيما ضم التسجيل الجديد 270 مبنى تراثيا جديدا، لم تكن مضافة مسبقا لتصل إلى 670 مبنى، ثم تمت إضافة المباني المسلحة التي بنيت قبل عام 1950 ليصل إجمالي المباني المصنفة تاريخيا إلى نحو 1000 مبنى.