يبدو أن الإخوة الكرام في النيابة العامة المصرية اختاروا الاسم الخطأ بتلبيس الدكتور عائض القرني تهمة غسل الأموال، لأن ثقافة الأسماء (طلعت) عليهم باسم رديف لا يقل ضخامة عن (عائض) في شخص ابن عمه الدكتور (عوض) ، وكم مرة قرأت تواتر الاسمين في ذات التهمة في أدبيات المتاح من الإلكترون المصري. كان لابد من تهمة لأسباب لا علاقة لها بغسيل الأموال، بل كما أنا متأكد بالضبط: للجم الانتشار الثقافي السعودي، ولهذا تاهت التهمة بين الأسماء دون أن (ترسو على بر) لأنهم وقعوا في معضلة حروف العلة بين اسمين بحرفي ابتداء وانتهاء ثابتين وبحرفي علة وسطية متحركين. مضحكة هي التهمة مثلما هي حيرة الأسماء، ولربما كان من الأجدى أن تتوجه التهمة لاسم حيادي آخر طالما أن الهدف من التهمة لا يحتاج إلى كثير تعليل أو تفسير. عرفت عوض القرني وجلست بجواره محاضراً ومحاوراً ومؤتمراً فيما لم تسمح فرصة مواتية لي بالجلوس مع الآخر المختلف في شخص ابن عمه شريك التهمة التي ضاعت بين اختلافات حروف العلة. عرفت عن (عوض) صعوبة المراس وصلابة الرأس والوفاء الصارم لما يؤمن به من أفكار ومبادئ. اختلفت معه في تقاطعات كثيرة وللحق: تتعلم منه رجولة الاختلاف. وللحق أيضاً، فقد أعطى درساً لن أنساه له في مفاهيم الوطنية والمواطنة حين وقفنا (الاثنان) ولوحدنا في محاضرة عامة بنادي أبها الأدبي. مضحك جدا أن يغسل عوض القرني جنيها أو درهما ولكنه بالخطأ يتحمل تهمة اشتباه ، والسبب مرة أخرى ليس إلا الجهل برفع أو نصب حرف العلة. وقفت ذات يوم على سور – الأزبكية – حيث سوق الكتاب التقليدي الأشهر في القاهرة، وكان كتاب عائض القرني (لا تحزن) سيد الرفوف والأرصفة. وكل القصة تكمن في أن الخطاب الثقافي والفكري السعودي أصبح يوسع دائرة نفوذه وانتشاره. أصبح (المصِّدر) هو المستقبل وهنا تتحول ميكانيكية غسيل العقول في دائرة التماس في حرب الأفكار بين دائرتين في حاجة إلى شراك ومصد. هنا تحول غسل العقل إلى تهمة غسل مال، وفي الآلية كان لابد من اسم: اختاروا عايض فطلع لهم أنه (عوضين).