يواجه قاطنو مكة المكرمة معاناة كبيرة بسبب ارتفاع إيجارات الشقق السكنية التي وصلت إلى 20 ألفا لشقة مكونة من 4 غرف صغيرة في مخططات الشرائع (شرق العاصمة المقدسة) أو مخططات النوارية (شمال) أو السبهاني (جنوب)، وإلى 30 ألف ريال للشقق السكنية المكونة من 5 غرف بخلاف مصاريف المياه التي يتم توفيرها عبر الصهاريج.

ويشير عدد من المواطنين إلى إنهم يواجهون معاناة كبيرة بسبب ارتفاع إيجارات الشقق السكنية، والتي تجاوزت أسعارها 30 آلف ريال في عدد من الأحياء القريبة من المنطقة المركزية مثل الخنساء وريع ذاخر وجبل النور وشارع الحج ووادي جليل وغيرها من الأحياء الأخرى، مرجعين ارتفاع الإيجارات إلى المشروعات التطويرية الكبيرة في المنطقة المركزية التي استوجبت نزع ملكية العديد من العقارات، وبخاصة في الحجون وجرول والتيسير والمنصور ومخطط بدر والسلامة وغيرها من الأحياء الأخرى، مما أدى إلى اتجاه العديد من أصحاب ومستأجري العقارات المنزوعة إلى الاستئجار في مخططات الخضراء والشرائع والنوارية والسبهاني، وهو ماخلق زيادة في الإقبال ورفع الإيجارات، إضافة إلى قيام شريحة كبيرة من أصحاب العمائر بإخلائها من المستأجرين والاكتفاء بتأجيرها خلال موسم الحج.

وقال عضو اللجنة العقارية بغرفة مكة يوسف الأحمدي إن سبب ارتفاع إيجارات الشقق هو زيادة الطلب بسبب سرعة التطوير التي تشهدها العاصمة المقدسة، والتي أدت لنزع ملكية أكثر من 7 آلاف عقار بالمنطقة المركزية وما حولها، واضطرت بعثات الحج للاتجاه لاستئجار عمائر في أحياء سكنية لم يكن يصل إليها الحاج.

وأوضح أن ذلك دفع أصحاب العقارات إلى إخلاء العمائر، والاكتفاء بتأجيرها في موسم الحج للتخلص من المعاناة التي يواجهونها مع بعض المستأجرين، متوقعا أن تشهد الأسعار تراجعاً بعد 5 سنوات من الآن بعد أن يتم الانتهاء من كافة المشروعات التطويرية في المنطقة المركزية.

وفي سياق متصل، ذكر المواطن لافي اللهيبي أن أسعار الإيجارات ارتفعت بشكل كبير أضر بذوي الدخل المحدود، إذ وصل إيجار وحدة سكنية مكونة من 4 غرف في عمارة قديمة إلى أكثر من 25 ألف ريال، ووصلت إيجارات الشقق المكونة من 3 غرف فأقل إلى 20 ألف ريال وهو مبلغ كبير جداً، وبخاصة على ذوي الدخل المتدني، مبيناً أن مشاريع التطوير الكبيرة التي تشهدها العاصمة المقدسة أدت إلى هذا الارتفاع، كما أنها ساهمت في اتجاه بعثات الحج إلى استئجار مساكن في أحياء خارج المنطقة المركزية، مما أدى إلى قيام عدد من أصحاب العمائر بإخلائها من المستأجرين، والاكتفاء بالإيجار الموسمي، فيما تسبب ذلك في زيادة الطلب على الشقق السكنية.

ويتفق محمد الحربي مع ما ذهب إليه اللهيبي، مؤكدا أن إيجارات الشقق أصبحت هاجسا يؤرق العديد من المواطنين، الذين يسكنون بشقق مستأجرة، حيث تسبب ذلك في صعود الإيجارات هذا العام بنسبة وصلت إلى 50% في بعض الأحياء مثل الخالدية والشوقية والسبهاني.

وأوضح أن السبب الرئيس في ارتفاع الإيجارات هو قلة المعروض من الشقق وزيادة الطلب، وبخاصة بعد اتجاه بعض المواطنين لإخلاء عمائرهم والاكتفاء بإيجارها موسم الحج كما حصل في أحياء الزاهر والنزهة والشهداء والبيبان.

ويرى المواطنان علي المطرفي ومرزوق الهذلي أن ارتفاع إيجارات الشقق السكنية بشكل كبير أصبح يهدد شريحة كبيرة من المواطنين، وبخاصة الذين يعملون في القطاع الخاص ولا تتجاوز رواتبهم الشهرية 3 آلاف ريال، مشيرين إلى أن المشروعات التطويرية وهدم وإزالة الآلاف من العقارات أدى إلى اتجاه من كانوا يسكنون في هذه العمائر إلى المخططات الواقعة على أطراف مكة مثل الشرائع والسبهاني والنوارية والحمراء، مما أدى إلى ارتفاع الإيجارات في تلك المخططات بنسبة 20%.

وأكدا أن العاصمة المقدسة في حاجة كبيرة إلى مشروعات سكنية لذوي الدخل المحدود، الذين أرهقت الإيجارات المرتفعة كاهلهم.

وأوضح المواطنان علي مغربي وصالح الريشي أن ارتفاع الإيجارات لم يقتصر على الشقق السكنية بل تعداه إلى الشقق في الأربطة والأوقاف، التي يشرف عليها فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وبعض النظار، الذين عمدوا إلى رفع الأسعار احتجاجاً بسعر المثل في العقارات الأخرى، مما ألحق ضرراً بمن يسكنون في هذه الأربطة والمساكن الخيرية، إذ قام الفرع برفع الإيجارات بواقع 5 آلاف ريال في كل شقة سكنية.