تحقق الهيئة الصحية الشرعية في جدة حالياً في شكوى من مواطن يتهم مستشفى بالتسبب في وفاة والدتة الأربعينية نتيجة خطأ طبي أرتكب في حقها. وكانت المرأة قد دخلت المستشفى نتيجة إصابتها بكسر في عظمة الفخذ حيث قرر الأطباء إجراء جراحة عاجلة لها، إلا أنها أصيبت بضيق في التنفس بعد الجراحة أودى بحياتها.

ومن المفارقات أن تحدث تلك الواقعة في نفس المستشفي الخاص الذي كان يعمل به جراح السمنة المتسبب في وفاة 10 سعوديات وسبق أن طرحت قضيته " الوطن".

ويقول نجل المتوفاة ( ف،ع) لـ"الوطن" :" إن والدته تعرضت لكسر بعظمة الفخذ نتيجة سقوطها على الأرض، مما دفعنا لنقلها إلى المستشفي وبعد دخولها قرر الأطباء سرعة إجراء عملية لمنطقة الفخذ، وبعد خروجها من غرفة العمليات كانت تشتكي من ضيق في التنفس وعند استدعاء الأطباء ومناقشتهم في الأمر، كان رد الأطباء أن ضيق التنفس بسبب البنج، معتبرين ذلك من الأمور الاعتيادية التي تحدث بعد خروج المرضى من غرف العمليات.

ويضيف :نقلت والدتي بعد ذلك إلى العناية المركزة وبعد مرور 14 ساعة أصبحت حالتها الصحية أسوأ، مما أدى إلى وفاتها"، مؤكداً أن والدته لم تكن تعاني طيلة حياتها من أية أمراض".

وقال: إن ما حدث لوالدتي خطأ طبي، لذا رفعت شكوى للجنة الشرعية الطبية بجدة مطالبا بأخذ الحق الشرعي والحق الخاص والعام من المتسببين في حدوث هذا الخطأ. وأضاف في حال الحكم بتعويض مادي سأتبرع به لإحدى الجمعيات الخيرية، لأن االهدف من الشكوى هو معرفة الأخطاء التي ترتكب بحق المرضى داخل المستشفيات الخاصة دون أن يكون هناك رادع لحفظ حقوق المواطنين ضد الأخطاء الطبية.

ومن جانبه قال رئيس الهيئة الصحية الشرعية في جدة عبد الرحمن العجيري: تلقت اللجنة شكوى من ابن سيدة أربعينية يدعي أن والدته توفيت نتيجة خطأ طبي أرتكب بحقها في نفس المستشفي الخاص المتسبب سابقا في مقتل 10 سعوديات على يد جراح السمنة، وأضاف العجيري: في الجلسة الأولي تم الاستماع لأقوال الطرفين والاطلاع على التقرير المرافق حيث حضر من المستشفي المدير الطبي والطبيب الجراح، وفي جلسة الثلاثاء الماضي الموافق 8 ربيع الأول لم يحضر منسوبو المستشفي وأجلت القضية لـ 15 رجب المقبل، مطالبا بأهمية حضور ممرضة العنبر وطبيب الباطنية وطبيب العناية المركزة.

وعلمت"الوطن" من مصادر مطلعة أن التقرير المرافق مع قضية السيدة والذي رفع للجنة الشرعية ينص على أن المريضة بعد العملية أصبحت تشكو من ضيق بالتنفس مع انخفاض نسبة الأكسجين بالدم وأدخلت للعناية المركزة، وتم وضع جهاز تنفس صناعي لها وعرضت على استشاري القلب الذي شخص حالتها أنها لا تعاني من وجود احتشاء في القلب مع ذلك عمد لإعطائها علاجا لاحتشاء القلب.

وينص التقرير على احتمال أن تكون الوفاة حدثت نتيجة الإصابة بجلطة في الشريان الرئوي، وبعد مناقشة رسومات القلب وصورة الأشعة على منطقة القلب من قبل اللجنة الفنية اتضح أن سبب الوفاة على الأرجح جلطة دهنية في الشريان الرئوي.