لي صديق تجاوز عمره خمسين سنة، غاضب جداً من بعض الأوصاف التي تطلقها الصحافة المحلية على الذين تجاوزوا سن الخمسين!
صديقي هذا ـ وهو شخصية حقيقية وليست وهمية ـ يقرأ أخبارا تتحدث عن زواج فتيات صغيرات برجال كبار في السن.. كان يلزم الصمت.. لأن المسألة عائمة تخلو من المحددات، وبالتالي لم تكن تعنيه.. شعاره في الحياة" إبعد عن الشر وغني له".. لكن الشر والشرر يتطاير من عينيه هذه الأيام.. ويشن هجوما على الصحافة المحلية.. رجوته أن يذكر لي سببا واحداً؟! ـ فانفجر في وجهي كـ"بالونة" مملوءة بالماء:" شف جماعتك حقين هالجرايد.. كل يوم والثاني كاتبين فتاة تتزوج بكهل في الخمسين من عمره"!ـ قلت وما الذي يضرك في المسألة؟!
أمضى وقتاً طويلا في محاولة إقناعي.. ولا أخفيكم فإن أدلته قوية واستشهاداته منطقية.. هو يرى أن وصف كل من بلغ الخمسين بأنه كهل أو شيخ أو عجوز فيه ظلم كبير.. فإن كانت الفتاة صغيرة فهذا ليس مبررا للتهكم من الرجل! ـ الرجل في الخمسين ـ يقول صاحبنا ـ أكثر هدوءا من شاب غر، ما يزال في طور التكوين.. سن الخمسين هي ذروة الشباب الحقيقي، فالرجل لا يتمكن من العطاء إلا في هذه السن.. العطاء النفسي والعاطفي، والعطاء البدني، والعطاء الجنسي ـ يركز على هذا العطاء بالذات ـ والعطاء العقلي والعطاء المادي، إلى آخر هذه العطاءات!
حاولت دحض حججه بأن الصحافة تتعاطف مع الفتاة الصغيرة، فهي مظلومة في بعض المناطق، وتساق لبيت الزوجية كالبهيمة.. وأن الفتاة لا تبحث عن عطاءات رجل في الخمسين.. بل تبحث عن شاب صغير في سنها، يتسابقان سوياً ويلعبان ويتطارحان ولا يهم بعد ذلك لو أكلا كسرة خبز وناما على البلاط!
قال لي: "هذه ليست مهمتكم ..هذه مهمة هيئة حقوق الإنسان".. قلت: أعرف، لكن المشكلة أن أغلب أعضائها تجاوزوا سن الخمسين!