رغم الترهل، والشحوم المترجرجة، إلا أن "فقمتنا البيروقراطية" رشيقة خفيفة الحركة عند "اللزوم"! واللزوم هذا، لايحتاج إلى أندية رياضية نسائية خاصة "اسم الله علينا"، بل يأتي بعدة طرق "حضارية" أشهرها: فيتامين "واو"! فبمجرد أن يحل بدائرةٍ أو مربعٍ رسمي، وغير رسمي، تنط "الفقمة" بسرعة "جربوعٍ" في "الصمان" على "أم رأسها"، وتستقبله بحميميةٍ لذيذة، وتتمسح به، وتتشمشم رائحة عوده الأصلي، وتلعق "جزمته" اللماعة ـ وهي مازالت على "أم رأسها" ـ ثم تحتفي به في "المختصر" الوثير، "وإنت تامر وحِنَّا نطامر"! وإنهاء موضوعه مرهونٌ بإنهائه "فنجانه"؛ لتنط الفقمة ـ وهي مازالت على "أم رأسها" ـ وتشيِّعه بالبخور الكمبودي المعتَّق، شاكرة تواضعه الجم؛ أن حضر بنفسه، متجشِّماً زحام "ساهر" وكاميراته، وكان يكفيه أن يرسل "كرته" الفاخر؛ "لتتريشق" الفقمة لإشارته، وكأنها "بَبَّاي" يتناول "السبانخ" لعيون "زيتونة المزيونة"!
ويأتي "اللزوم" بفيتامين آخر، أصبح مرغوباً أكثر، ألا وهو: فيتامين "راء"! وجرِّب أن تسمع "الراء" هذه من فم غادةٍ "مدنية منورة"؛ لتعرف مفعوله حين ينزل في حساب أحد مسمني "الفقمة"، أو في "قبو" منزل مسمِّن آخر! ويغني "طلال مداح": "مرمر زماني ياحلو مرمر/ مرمرتني لابد ماتتمرمر"! والفقمة ترقص على أم رأسها!
أما "المواطٍ" العادي ـ بالتنوين المنون ـ فإن فقمتنا تستقبله وهي على "أم رأسها" أيضاً، ولكن لتبتزه بمزيدٍ من الورق، بدءاً من الملف العلاقي الأخضر، وانتهاءً بالورقة رقم (هـ.يِّ.ن 1111)! وبينما تتقافز كل "فقاقيم" الدنيا لخدمة المواطن ـ بالنون الطبيعية ـ بالذهاب إليه في مقر عمله، أو في منزله، أو حتى في حقله، أو "مفلى" غنمه، تقف "فقمتنا" على رأسها، وكأنها تمارس "اليوغا"، وما إن يقطع هذا الموااطٍ ـ عديم الذوق ـ تركيزها على "مقطع بلوتوث"، ويناولها ملفه العلاقي الأخضر، حتى تعيده إليه! لماذا؟ لقد وجهت خطابك ـ يامواطٍ يا ذكي ـ إلى المسؤول بقولك: "المكرَّم"، وهو قد ترقى قبل ساعةٍ واحدة فقط إلى "صاحب سعادة"! ويعيد "المواطٍ" صياغة المعروض من جديد إلى "صاحب السعادة/.."! وترمي الفقمة ملفه في وجهه من جديد! من أنت يا مواطٍ، حتى ينشغل "صاحب سعادة" بك؟ لقد تركك لـ"مكرم" لم يعيَّن بعد، وتفرغ "سعادته" للفيتامينات! و..طاسة في بطن طاسة..