في مدرسة للمسنين استطاع مدير مركز محو أمية في الخبر أن يجتذب أكبر عدد من الراغبين في الالتحاق ببرامج محو الأمية من خلال ابتكار أساليب تعليمية جديدة تجاوزت تعلم القراءة والكتابة للوصول إلى حاجات العصر وهي تعلم الكمبيوتر وممارسة الرياضة وفن الرسم.

وقال مدير المركز عبدالعزيز بن جبران القحطاني، في تصريح إلى "الوطن" أمس إن التجربة أثارت اهتمام الدارسين وحفزتهم على المشاركة بفعالية لتعلم أشياء جديدة، مبديا دهشته من حرص المسنين على تعلم برامج الكمبيوتر والحرص على الرياضة والنشاط الفني وغيرها من النشاطات الترفيهية والتعليمية المبتكرة.

وأضاف أن التجربة التي قام بتطبيقها لفتت أنظار كثير من رجال المجتمع من الأميين وغيرهم، وحفزتهم على الالتحاق بمدرسته رغبة في زيادة التحصيل والاستفادة من الإمكانيات المتوفرة. وأكد أن برامج تعلم القراءة والكتابة ومحو الأمية تسير جنبا إلى جنب مع الأنشطة التعليمية والترفيهية التي قام بإدخالها ضمن النشاط اليومي للدارسين، وأضاف القحطاني أن التجربة قابلة للتعميم على مدارس ومراكز أخرى.

يقول الطالب: يحي الثريدي (50 سنة) إنه فضلا عن تحول اليوم الدراسي من ممل إلى ممتع ومفيد فهناك فائدة نفسية وصحية من الرياضة، "فقليل جداً ما نجد كبار في السن يلعبون الكرة خارج سور المركز"، مضيفا "أن إتاحة إمكانية الرسم لنا وتعلمنا مهارات الرسم في سن متأخرة يعتبر فرصة مميزة للتنفيس عن المشاكل والضغوط التي نتعرض لها".

وقال الطالب بشير أحمد (70 سنة) إنه تجاوز الحاجز النفسي والخوف من التقنية والرياضة والفن، وكان يعتبر التكنولوجيا عصرا تجاوزه " إلا أن التعلم من خلال المدرسة بأسلوب يتناسب وثقافتنا وعمرنا، ساعدنا على الاستفادة من تلك البرامج ومسايرة العصر وأبنائه، بعدما كنت لا أعي كيف أتعامل مع أجهزة الحاسوب".

وأضاف أنه رغم ظروفه المادية الصعبة إلا أنه أصبح يستمتع بقراءة القرآن والاستماع إلى ترتيله من خلال معمل الحاسب الآلي، كما أنه يشارك في الكتابة على أجهزة الحاسب الآلي، مشيرا إلى أن البيئة التعليمية الموجودة أصبحت جاذبة ومحفزة على الحضور والتعلم والاستفادة من الإمكانيات الموجودة.