على امتداد الأرصفة المقابلة لإدارة جوازات منطقة تبوك، ينتظم أكثر من 20 مواطناً خلف مكاتبهم المتنقلة واضعين آلات النسخ عليها بانتظار المراجعين الذين يتوافدون عليهم لتعبئة نماذج مختلفة مقابل 10 ريالات لكل نموذج يتم تعبئته بحرفية ومهنية مارسوها لسنوات، حتى أصبح الناسخون مصدراً للمعلومات والاستفسارات عن أنظمة الجوازات للمراجعين.

ورفع "النساخ" مطالبات عديدة لعدة سنوات حول تنظيم آلية هذه المهنة ومنحهم مواقع "أكشاك" تقيهم برد الشتاء وحر الصيف، إلا أن مطالبهم لا زالت معلقة لدى أمانة المنطقة ولم يتخذ فيها أي إجراء. حسب ما ذكره أقدم ناسخ في العقد السادس المكنى بـ"أبو عاطف".

ويضيف أبو عاطف أنه يعمل ناسخاً منذ نحو 25 عاماً أمام جوازات المنطقة، مشيراً إلى ذلك مصدر دخله الوحيد الذي يصرف منه على أسرته، مطالباً بتنظيم العمل فيها وتوفير الخدمات لمزاوليها.ويروي الشاب فهد العطوي "30 عاماً" أنه يعول أسرته المكونة من ثلاثة أطفال وأمهم، ولم يجد عملاً فامتهن النسخ منذ 3 أعوام، مضيفاً أنهم يستعملون أدوات بدائية في عملهم فيجعلون من "جنط السيارات" قواعد للمظلات لتقيهم من لهيب الشمس ويستخدمون "الفروة" كوسيلة وحيدة لحمايتهم من البرد القارس ، لأنهم يمارسون مهنتهم في العراء. من جانبه، أكد الناطق الإعلامي لجوازات منطقة تبوك العقيد منصور الناصر لـ "الوطن" أمس، أن جوازات المنطقة تسعى دائماً إلى كل ما يمكن تطويره في الأعمال التي تخدم المراجع، مشيراً إلى أن الإدارة لاحظت عشوائية تنظيم هؤلاء "النساخ" فوضعت عدداً من "الخرسانات" على شكل "كاونترات" بالتعاون مع أمانة المنطقة إلا أن هذه الكاونترات لم تغطى ولم يوضع عليها مظلات وليست كافية لهم رغم أن هناك مكاتب منتشرة في تبوك ومرخصة تقوم بنفس مهام النساخ، مؤملاً أن يعاد النظر في تنظيم أصحاب هذه المهنة وفق آلية مناسبة.

وذكر مدير مكتب العمل في تبوك منصور الشريف، أن هذه المهنة تخص شريحة من المواطنين فقط ويؤدون دوراً مهماً لخدمة المراجعين ليس أمام الجوازات فحسب بل أمام بعض الإدارات الخدمية الأخرى، مضيفاً أنه لابد من تضافر جهود الإدارات الحكومية المعنية لتوفير أماكن مناسبة تقيهم من عوامل الطقس الضارة، مؤكداً أنه ليس لدى مكتب العمل آلية نظامية لإصدار رخص تخص هؤلاء النساخ حتى الآن.

وحاولت "الوطن" الاستفسار من الأمانة التي أكدت أنه ليس لديها ناطق إعلامي حتى الآن، ولابد من إرسال خطاب للجهة المعنية في الأمانة من أجل الرد.