رابح "الصقر" أو فنان الوطن كما يحلو لجمهوره تسميته, هو فنان بارع لا شك في ذلك, وذكي أيضا, فهو غائب عن الساحة الفنية منذ فترة, وإن كان قد أصدر ألبوما بعنوان "يحق لك" يحوي مجموعة من الأغاني التي قدمها في "جلسات وناسة" إضافة إلى بعض الأغنيات الجديدة.

الجدل الذي أثاره البعض حول هذا الشريط الأخير هو في إصداره عن طريق روتانا, إذ ذهب البعض إلى أن إدارة mbc وقناة وناسة أبديتا انزعاجا كبيرا من الفنان عندما قدم هذه الأغنيات إلى روتانا لتسجيلها في ألبوم "يحق لك" دون إذن أو موافقة رسمية!




في الحقيقة إن وجود رابح في "جلسات وناسة" كان مكسبا حقيقيا لسلسلة الحلقات التي عرضتها القناتان, وخاصة أن فنان الوطن هو الوحيد الذي تغنى بأغنية وطنية سعودية في هذه الحلقات، وهذا ما يدفع بزيادة شعبيته إلى الأمام، ناهيك عن أنه الذي تميز في كل حفلة غنائية بأن يختمها بأغنية في حب الوطن.

الصقر قدم في ألبوم "يحق لك" بعضا من الأغنيات الجميلة في الكلمات واللحن, وربما رأى رابح أنه من الخسارة ألا تصل هذه التحف الفنية إلى جمهوره، فحرص على تسجيلها وتقديمها ريثما يصدر ألبومه الرسمي, واعتبر ذلك حقا من حقوق الفنان, إذا قلنا إنه يحظر عليه أن يروج الحلقات التلفزيونية فهي من الطبيعي حق مشروع لقناتي mbc ووناسة, أما صوت رابح فأعتقد أن لا حق لأحد فيه غير الجمهور العاشق لهذا الفنان الذي يحاول أن يكون متميزا، وهو بالفعل كذلك على امتداد أكثر من 25 عاما من النشاط الفني الرائع, فلماذا يتحامل عليه البعض ويعتبرون أنه أقدم على "سرقة الحقوق", بينما لم تصدر القناتان الناقلتان لـ"جلسات وناسة" أي شيء من هذا القبيل؟!

دائما ينظر البعض إلى نصف كأس الماء الفارغ, ولا ينظرون إلى العكس, ولكنهم يحنون إلى إرواء العطش الزائد فيزداد عليهم الكبد!

وكما سطر الشاعر السعودي الرائع "ساري" أغنية "يحق لك" التي قدمها رابح بأسلوبه الطربي الجميل, فإنه يحق لرابح أن يعود إلى الساحة، فهي بحاجة إليه.

الجميل في "جلسات وناسة" أنها جمعت الفنانين السعوديين من جديد, ونادرا ما كنا نرى هؤلاء يجتمعون, ولكن ها هي المياه تعود إلى مجاريها، فنجد محمد عبده وراشد الماجد ورابح صقر يسطرون ألوان الفن السعودي وينشرونه على الفضاء.

كنت أتمنى أن نرى عبادي الجوهر وعبدالمجيد عبدالله حاضرين كعادتهما في مناسبة جميلة كهذه حتى يكتمل العقد الفني السعودي, فتكون الجلسة أكثر من "وناسة".