مظاهر الحفاوة والتقدير التي أحاطت زيارة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدولتي النرويج وألمانيا وقبلهما بأشهر الهند والمالديف لا شك عكست المكانة الكبيرة للمملكة على كافة المستويات في العالم، وعبرت قيادات تلك الدول ومسؤولوها عن تلك المكانة في الاحتفاء بشخصية الزائر الكبير الذي تتجاوز مكانته كأمير لمنطقة الرياض إلى كونه أحد الرموز الفاعلة والمؤثرة في نهضة المملكة الحديثة في شتى المجالات، فضلا عن مكانته الاجتماعية والثقافية والعلمية المعروفة على مستوى وطنه وعلى مستوى العالم، وقد كانت ميدالية – كنت – التي قدمتها أكاديمية – برلين براندينبورغ – تعبيرا دقيقا عن تلك المكانة الثقافية والعلمية إذ قال مدير الأكاديمية البروفيسور – غونترشتوك – إن إسهامات الأمير سلمان الإنسانية والعلمية تخطت حدود بلاده لتشمل العالم مؤكدا أن واحة الأمير سلمان للعلوم ستكون أداة فاعلة ومثالا يحتذى في مجال دعم النشاط التعليمي العام ونشر الثقافة العلمية في المجتمع، وأنها ستمارس نفس الدور الذي تقوم به أكاديمية برلين براندينبورغ للعلوم، ولعل كثيرين هنا في الداخل لا يعرفون واحة الأمير سلمان للعلوم، والطريف أنني لم أجد لها موقعا على شبكة النت.
المملكة العربية السعودية داعية سلام وداعية تحضر وبناء وتطور وعقيدتها الإسلامية تدفعها إلى ذلك وتحثها عليه، وهذه الرسالة المعبرة هي التي حملها سلمان بن عبدالعزيز معه في كل زياراته ولقاءاته وأحاديثه وهو لم يكن يتحدث من فراغ فهو يدرك أن العالم يعرف ما يحدث لدينا من تطوير وتحديث وتقدم وما نتخذه من مواقف، ولذلك كان يتكئ على حقائق ووقائع حية وهو يقول نحن دعاة سلام مستندا إلى مواقف تاريخية معروفة ومستمرة عن قادة وسياسة المملكة أما حين يردد عند كل تكريم أن هذا تقدير لبلادي وقادة بلادي فهو يشير إلى المراحل التنموية المتقدمة التي وصلت إليها المملكة في شتى المجالات العصرية سواء على مستوى الاقتصاد أو التعليم أو غيرهما من المظاهر والضرورات التنموية الحديثة، التي مكنت مسؤولا بمكانة سلمان بن عبدالعزيز أن يوجه دعوة لطلاب النرويج للدراسة في المملكة، وهي دعوة تحمل دلالاتها الحضارية المتميزة، تلك الدلالات التي جسدتها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا بوضوح ساطع.
التقدير الكبير الذي حظيت به زيارات الأمير سلمان يعد مفخرة للوطن والمواطن وهو في ذات الوقت مسؤولية إضافية تحتم على الجميع مواصلة خطوات التطوير والبناء التي لم تعد خافية على أحد في زمن العالم القرية الذي من واجبنا جميعا أن ندرك متطلباته العصرية ونعمل على تعزيزها في ظل قيادة تعمل وتدعم وتشجع، ومع مسؤولين فاعلين يشرفنا ويسعدنا وعيهم وجهدهم داخليا وخارجيا مثلما فعل ويفعل سلمان بن عبدالعزيز.