للتغطية على الهزيمة الإعلامية والأخلاقية المدوية التي طارت بوحشيتها وحماقتها القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية، لابد من ردود فعل إسرائيلية مستشرسة تحاول قلب الحقائق وتحويل الذئاب البشرية الإسرائيلية إلى حملان وديعة! فالحملات الإنترنتية للتصويت على أشدها ، والمعارك اليوتوبية على قدم وعدد من السيقان! (وحبة) كذب هنا على (شوية) تلفيق هناك على بعض من تزييف للحقائق، و (تُسْبك) الكذبة التي لا تصدقها إلا إسرائيل وحلفاؤها المتعامون عن جرائمها! فالإنسان الفلسطيني في غزة المحاصرة في أحسن حال .. يطلب فيجد! ويتمنى فتوقد له إسرائيل أصابعها العشر شموعا! وليس هناك حصار لا إنساني ولا أزمة في غزة ولا أطفال جياع أو مرضى يحتاجون لجرعة دواء أو جهاز تنفس! وأما شرفاء العالم القادمون على متن قافلة الحرية تزين جباههم أكاليل الإنسانية وأزاهير الشرف، فليسوا إلا أدعياء يريدون الاستعراض أمام العالم وشبكة الإنترنت وقناة CNN!
تفتقت القرائح الإسرائيلية عن أغنية هزلية هزيلة تسخر من أسطول الحرية ومن نشطائه الشرفاء، يحاكي فيها زمرة المغنين والمغنيات الشيطانية أوبريت (الحلم العربي)! تتحدث أغنية (تعالوا نخادع العالم) بلسان النشطاء ، ومن شماغ خليجي إلى شال فلسطيني، ومن عُصابة خضراء مكتوب عليها الشهادتان إلى لهجة إنجليزية هجينة بلكنات عربية مختلفة، بينما تُلَوح الجوقة الإبليسية بالسكاكين والعصي أمام الميكروفونات في الأستوديو، وتُدمج مشاهد مفبركة للاعتداء على الجنود الإسرائيليين! وضعت الأغنية التي تتهدل كلماتها ومشاهدها سخرية وحقدا وكراهية على العرب والمسلمين بموقع (اليوتيوب)، ويتردد مقطع طوال الأغنية يقول: نحن مسافرون مسالمون نلوح بسكاكيننا والحقيقة لن تجد طريقها أبدا إلى تلفزيونك، سنجعل العالم يهجر المنطق ونجعل الجميع يعتقد أن حماس الأم تريزا! وفي مقطع آخر ينضح حقدا: إذا ما رفع الإسلام والإرهاب معنوياتك، وخشيت ألا يظهر ذلك بشكل جيد، فما عليك إلا تسمية نفسك: ناشط سلام ومساعدات إنسانية!
ليس عجيبا أن نسمع هذا الكلام من ألسنة صهيونية حاقدة تريد أن تواري جرائمها واختراقها للقوانين الدولية بالكذب والتلفيق، ولكن العجيب أن يتفق خطاب هذه الأغنية ومفرداتها المتبجحة بالكذب والافتراء مع ما تكتبه بعض الأقلام المتحدثة بلسان عربي مبين! ألم تسمعوا القائلين منهم بنظرية الاستعراض التي قام بها النشطاء ثم سحب البساط المشدود من كل حدب وصوب؟! والآخر الذي يعلن تأييده لدفاع إسرائيل المشروع عن نفسها، والثالث الذي يرمي بالمشكلة على عاتق حماس ويبرئ إسرائيل ويتناسى جريمة اغتصاب الأرض.. وألف مليون عجبي!