نفَّذت حكومة جنوب السودان تهديدها الذي أطلقته الجمعة الماضي بطرد شركات النفط الصينية ومنعها من التنقيب عن النفط إذا ثبت تعاونها مع الخرطوم في مصادرة النفط الجنوبي، حيث قامت أمس بطرد مدير الشركات الصينية. وتشير مصادر في العاصمة الخرطوم إلى أن الخطوة الجنوبية تهدف لتضييق الخناق على الشركات الصينية ونظيراتها الآسيوية للخروج من أراضيها وتمهيد الطريق أمام الشركات الأميركية للدخول والاستثمار. وكان وزير السلام باقان أموم قد أشار إلى وجود صعوبات تعترض سبيل العلاقة بين بلاده والصين. وقال في مؤتمر صحفي عقده أمس في جوبا "جاءت الشركات وقالت لنا إن كل النفط المستخرج خلال شهري ديسمبر ويناير البالغ 2.4 مليون برميل قد أخذته حكومة السودان. أصبنا بصدمة لأن هذه الشركات تسترت على عملية السرقة، وهذا تحريض. ما دامت قد مارست التحريض فهذا يعني أنها شريكة في الجرم". ولم تتأخر الخرطوم كثيراً في الرد على أموم، إذ عقد عضو فريقها التفاوضي يحيى حسين مؤتمراً صحفياً مماثلاً أمس قال فيه "بعض القادة الجنوبيين يأخذون خيارات التصعيد، لأنهم يظنون أن إيقاف ضخ النفط سيؤدي إلى حدوث اضطرابات في السودان وهذا خطأ كبير، وعلى الحكومة في جوبا أن تدرك أنها الخاسر الأكبر من وقف ضخ نفطها الذي تعتمد عليه بنسبة 98% في ميزانيتها".
من جهة أخرى أحبطت السلطات السودانية محاولة كبرى لتهريب البشر، حيث ضبطت 79 متسللاً داخل أحد المراكب التي تتأهب للإبحار إلى جدة من نقطة بالقرب من ميناء بورتسودان، وقال مدير إدارة مكافحة التهريب العميد عبد العظيم محمد عبد الله إن من بين المتسللين 19 طفلاً و 17 امرأة وإن غالبيتهم من غير السودانيين، مشيداً بتعاون السلطات السعودية في الحد من عمليات تهريب البشر وتقديم دعم لوجستي مقدَّر يتمثل في المعدات والآليات.
الخرطوم: