خصصت وزارة الشؤون الاجتماعية، ممثلة بوكالة الضمان الاجتماعي، 300 ريال شهريا نصيـب أبناء السعوديات من الأجانب في حال أنهم أيتام.

وأوضحت مديرة مكتب الضمان النسائي أسماء الخميس لـ"الوطن" أن المواطنة المتزوجة من أجنبي يحق لها الحصول على إعانة شهرية من الضمان، ومساعدة مقطوعة كل عام إذا كانت أرملة أو مطلقة، ويقدر المعاش الشهري بـ800 ريال، وإن كان لديها أبناء أيتام ينال كل واحد منهم 300 ريال، وفي حال كون زوجها عاجزا أو سجينا تدرس حالتها لنيل المساعدة.

جاء ذلك ردا على أسئلة مواطنات سعوديات متزوجات من غير سعوديين تحدثن لـ"الوطن" مؤكدات أنهن تقدمن للضمان للحصول على مساعدة ولكن لم تتم الاستجابة لهن، وحفظت معاملاتهن المقدمة لعدة شهور دون البت في حصولهن على المساعدة، مع معاناة أبنائهن الذين يكتب على إقاماتهم غير مصرح لهم بالعمل باعتبارهم مرافقين لأمهاتهم.

وفي هذا السياق، قالت أم عارف، مواطنة وأرملة: إن معاناتها تتلخص في أنه على الرغم من عدم حصولها على أي مورد مالي من الضمان إلا أنها مطالبة بدفع رسوم ابنها الذي تخرج من جامعة الملك عبدالعزيز بتقدير ممتاز، ورفضت الجوازات تجديد إقامته بمهنة طالب ولم يجد عملا حينها مما اضطره لنقل كفالته إلى والدته بمهنة سائق خاص، وقبل شهر طلب موظف الجوازات من الأم أن تدفع 1200 ريال رسوم تجديد إقامة السائق وزوجته أي ابنها وزوجته، مشيرة إلى أن خطأ موظف تسبب في زيادة المبلغ الذي يفترض ألا يزيد على 700 ريال فقط وهو ما شكّل عبئاً عليها.

وطالبت أم عارف بضرورة معاملة أبنائها كسعوديين وإلغاء رسوم الاقامة عنهم أسوة بأبناء السعودي المتزوج من غير سعودية، إلى جانب إلغاء ما يكتب على إقامة الأبناء بأنهم "غير مصرح لهم بالعمل".

وتساءلت "كيف سيعيشون وهم غير مصرح لهم بالعمل وعليهم دفع رسوم إقامة.. كلها أعباء تزعج الأمهات المواطنات حتى من تستلم منهن معاش الضمان".

كما تحدثت لـ"الوطن" عدد من الأمهات السعوديات المتزوجات من غير سعوديين ويعانين من ظروف معيشية صعبة وبعضهن يحصلن على الضمان كمورد رزق وحيد، ومنهن أرامل ومطلقات ترهقهن تكاليف الحياة، خصوصاً ما يتحملنه من رسوم إقامات أبنائهن وطالبن بإلغائها، وتساءلن عن الفرق بين أبنائهن والعمالة التي يتم التجديد لها سنويا.

أم أحمد إحدى الحالات تستلم 800 ريال شهريا وتستأجر غرفة لها ولأولادها تدفع منها 500 ريال إيجار لها، إضافة إلى فواتير الكهرباء والماء والتي تقدر بـ200 ريال، في حين يعتبر أبناؤها غير سعوديين ولا يصرح لهم بالعمل.

أم صالح أرملة توفي زوجها غير السعودي ولديها ثمانية أبناء وبنات وتسكن في منطقة نائية تبعد عن الباحة 80 كيلومترا، تقول إنها ناضلت واشتغلت برعي الأغنام وقاومت شظف العيش براتب الضمان الضئيل، ومساعدة الجمعيات الخيرية، مشيرة إلى أنها انتقلت للعيش في مدينة جدة وحين وصل أبناؤها للسن القانوني كان عليهم الحصول على إقامات تزيد أعبائهم المادية بتجديدها كل عامين.

ولم تكن أم محمد المواطنة الأرملة بأفضل حالا وهي مصابة منذ 13 سنة بالشلل بسبب جلطة، ولا تستطيع الكلام ولا البلع وتعيش على أنبوب معوي عن طريق الأنف، وتحصل على راتب الضمان الذي لا يكفي حتى العلاج، فضلاً عن ابنتها المتزوجه خارج المملكة ولا يمكنها الحضور حال الحاجة إليها بسبب إجراءات التأشيرة التي تستغرق أسابيع مع تكاليف السفر المرهقة.