في أي وقت تذهب فيه إلى المسجد الحرام تجده هناك إما جالسا في هدوء يتعبد أو يدفع أمامه أحد زوار البيت الحرام على كرسي متحرك، هو هناك دائما لحظته أم لم تلحظه لم يفارق البيت الحرام منذ 9 سنوات بعد أن اعتزل الحياة بكل ما فيها من إغواء وصراع.

هكذا يعيش المواطن ثلاب المولد (52 عاماً) داخل الحرم، إلا أنه أكد لـ"الوطن" أن مشكلته التي جعلته يقصد البيت الحرام تتمثل في حظ عاثر دفعه لاستئجار مزرعة أنفق كامل مدخراته في فلاحتها وحينما شارف محصوله على الإثمار استيقظ صباح يوم ما على أصوات آليات البلدية التي أتت على كل محصوله بحكم أنه قد استأجر تلك الأرض من شخص لا يملكها ولم يثبت ملكيتها له. وقال المولد "لم أكن أملك الأرض بل استأجرتها رغبة في الاستنفاع منها، وأنفقت جميع ما أملك على زراعتها وإحيائها، وكلفني ذلك ما يربو على 20 ألف ريال، وكانت النتيجة في نهاية المطاف أن ذهب كل المال والجهد أدراج الرياح".

قصة المولد مع أرضه دفعته منذ 9 سنوات إلى أن يعتزل الناس ويتحاشى مخالطتهم ويتخذ المسجد الحرام ملاذاً ليغسل فيه همومه بعد أن زهد عما في أيدي الآخرين، خاصة بعد أن وافت المنية والده الذي عكف على توفير احتياجاته براً به وعزف عن الزواج في أعقاب تجربة لم يُكتب لها الاستمرار. وقال المولد لـ"الوطن": إنه لم يعد يفكر في الحصول على المال أو تحقيق أي أمنيات أخرى سوى الظفر برضوان الله عز وجل، مفوضاً أمر لله وهو القادر على تعويضه ورزقه بحسن الخاتمة. وحول تكسبه وحصوله على لقمة العيش طيلة انقطاعه داخل أروقة المسجد الحرام طيلة هذه السنوات، قال إنه أصبح قانعاً بالقليل مما يعود عليه جراء عمله في دفع المعتمرين بمقعد متحرك لينفقه على مستلزماته المعيشية والكساء والدواء. رئيس بلدية العمرة المهندس حسن خنكار عقب على قضية المولد بقوله: إن المزرعة المزالة غير مملوكة بصك شرعي، وفي حال كان هناك عقد موثق بين المواطن ومن استأجر منه فعليه التوجه إلى المحكمة العامة.