الكلام شهوة.. تماماً كالأكل والجنس.. الفرق أنه ليس بحاجة لسنافي ولا فياجرا ولا فواتح للشهية.. البعض لديه شهوة عارمة في الحديث.. لا يتوقف.. لا يترك لأحد فرصة أن يتحدث.. أو يقول شيئاً.. مثل هذا يتحدث وهو نائم أيضاً.. البعض تأخذه الشهوة بعيداً فلا يترك لك فرصة لتوضيح وجهة نظرك.. المطلوب منك أن تبلع لسانك وتغلق فمك.. البعض الآخر يقاطعك بشئ من "الذرابة" قائلاً: " وكلامك على متمه".. فتلتزم الصمت دون أن تتم كلامك، ولا هم يحزنون!
أمس استمتعت بقراءة الزميل حسين الحربي لكتاب (لا تقاطعني) لمؤلفه محمد النغيمش.. الكتاب يقدم الحلول العملية لمشكلة مقاطعة المتحدثين.. وقد احتوى على دراستين طريفتين.. الأولى أظهرت أن 25 % من مذيعي الفضائيات العربية يقاطعون ضيوفهم، وأن الرجال أكثر مقاطعة من النساء!
الدراسة الأخرى حول سلوك مقاطعة المتحدثين وهي دراسة طريفة أيضاً.. كان البرلمان الكويتي هو عينة الدراسة التي أظهرت أن 43 % من أسباب المقاطعة هو الرغبة الملحة في "طرح سؤال"!
5 % بسبب الحاجة إلى تغيير الموضوع أو التهكم على المتحدث!
57 % من المتكلمين الذين يتعرضون إلى مقاطعة حديثهم "يستمرون في الكلام من دون توقف"!
82 % من النواب والوزراء يبدون امتعاضا لفظيا عندما يقطع عليهم أحد حديثهم وذلك بالتفوه بكلمات استياء!
67 % من المتحدثين في البرلمان يتعرضون لمقاطعة حديثهم في أول دقيقتين!
الخلاصة: كيف ستكون النسب لو اعتمد المؤلف مجالسنا واستراحاتنا في السعودية عينة للبحث؟ ماذا لو تم إجراء البحث على مجلس الشورى؟!
عفوا؛ هل هناك أحد يتحدث أصلاً حتى تتم مقاطعته؟!