لم تفقد مهنة الإسكاف التاريخية بريقها حتى يومنا هذا بل إن الحاجة إليه ازدادت وتنوعت خدماته لمرتاديه بحسب احتياجاتهم المتجددة.
يأتي أبو محمد إلى الإسكاف في محله الصغير كل عدة أشهر جالبا معه بعض الحقائب المدرسية أو حقائب زوجته لخياطة وصيانة ما انقطع منها. أبو محمد - الذي فضل عدم ذكر اسمه - يذكر أن الحقائب المدرسية والنسائية كلها مقلدة حتى ما غلا ثمنه فنحن نشتري المدرسية منها بـ50 أو 60 ريالاً وتتلف بعد أسابيع قليلة من استخدامها بشكل طبيعي مما يدل على رداءة الصناعات الاستهلاكية المستوردة حاليا.
الإسكاف منير يعمل في هذه المهنة منذ أن تعلمها وعمره 7 سنوات في باكستان ويبدو أنه يمتلك خبرة في إصلاح كل مايقع تحت يده من أحذية وحقائب سفر وحقائب مدرسية وغيرها، ويقول منير:" أستقبل أسبوعيا ما يقارب 7 إلى 10 حقائب لإصلاح (السحاب) أو خياطة مقابضها"، وكذلك إلصاق أجزاء منها، مؤكدا أن رداءة الخامات المستخدمة مثل (الصمغ أو الخيوط والسحاب) ساهمت في زيادة زبائنه بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية. وذكر منير أن بعض هذه الحقائب جديد ولم يستخدم إلا لفترة لا تتجاوز عدة أيام فقط وأقوم بعملية الصيانة بمبلغ يتراوح بين ريالين إلى خمسة ريالات فقط.
ويؤكد أحد أولياء الأمور ويدعى أبو ماجد أن مهنة الإسكاف تعين الكثير من الأسر وأولياء الأمور، خاصة في ظل ما يعانونه من كثرة تعرض حقائب أبنائهم إلى الفتق أو العطب الذي يصيب السحاب أو بعض الأجزاء الداخلية أو الخارجية من الحقائب المدرسية، ولولا وجود الإسكاف الذي يتقاضى مبالغ زهيدة لإصلاح حقائب الأبناء في المدارس لتكبد الآباء مبالغ كبيرة في كل مرة تتعرض فيها حقائب أبنائهم إلى التلف، مع عدم وجود من يصلحها، واضطرار الأهالي إلى شراء أخرى جديدة.