إن من وراء الأبواب أسرارا وخفايا ومؤامرات تحاك، وتطلعات تنتهك، وحقوق تسلب، وأقنعة تسقط. ووراء كل ذلك قلوب أقسى من الحجر وأسود من الليل البهيم، لم تطرقها الرحمة لتستأذن بالدخول، لأنه لن يفتح لها، وإن كانت هذه القلوب لا تهمنا فضلا عن أصحابها، ولكن ما يهمنا في هذا الطرح ضحايا هذه القسوة والأفكار المجوفة الفارغة من الداخل والمستبدة بعنصرية الجنس والنوع من الخارج، التي حملت على كاهلها مسؤولية تدمير الجنس الآخر نفسيا بكل ما يجرح قلوبهن ويهين كرامتهن، وعلى رأس ذلك الخيانة التي هي بمثابة حرب على هذا الكائن الرقيق، وليتها حرب يستخدم فيها السلاح من كلا الطرفين، ولكنها حرب نفسية ينقصها التكافؤ الدفاعي. فالطرف الأول، منشأ النزاع، أقوى ويحمل السلاح، والطرف الآخر أضعف أعزل، فكيف للعدل أن يتحقق؟ أما جسديا فحدث ولا حرج، فلو صح له لبرمجها على قضاء حاجته ليرتاح هو من كل الأعباء والمسؤوليات.

بعض أفراد مجتمعنا منغلقون فكريا، ولغة استبداد الجنس الآخر هي السائدة. أما اللغة التي تعامل بها الأنثى فهي لغة القمع والتعرية من أبسط الحقوق، كما أن المرأة لا ينظر إليها على أنها إنسانة لها مشاعر وأحاسيس، بل ينظر لها على أنها آلة يجب أن تعمل بلا سأم ولا ملل، بالرغم من أن الآلة تحتاج إلى صيانة كل فترة زمنية من إنتاجها، أو للراحة، أو قد تتعطل من شدة الضغط عليها بكثرة الأعمال، وإن أعيد إصلاحها فلن تعود كما كانت، بل ستبقى هناك فجوة عميقة بينها وبين من كان سببا في تدميرها، وقد تشاء الأقدار فتصبح أداة تدمير ضد من أساء لها في يوم من الأيام.. وفي المقابل هناك من تعيش على شاطئ الأمان، قد استبدت بالحرية المطلقة في تسيير أمورها الحياتية وأصبحت شريعة الغاب ديدنها.. ولكن، بلا شك لن تكون الرفيقة الحنونة بل العدوانية اللعوبة في كثير من الأحيان.