أكد الخبير الاقتصادي راشد الفوزان عدم إمكانية الربط بين ما يتقاضاه مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، الهولندي فرانك ريكارد وما قدمه من جهد وعمل للمنتخب، موضحاً أن الملايين التي يحصل عليها بموجب العقد الذي وقعه مع رئيس الاتحاد السعودي السابق لكرة القدم الأمير نواف بن فيصل في لندن، ليست مقياساً لكفاءته أو دوره، وإنما فاتورة لسمعة الكرة السعودية التي لا تشجع المدربين العالميين على قبول منصب مدرب المنتخب السعودي، نتيجة للإقالات المستمرة والكثيرة التي طالت كل مدربيه الذين لم يكمل أي منهم عقده مع المنتخب.

وقال الفوزان لـ"الوطن" "تدريب المنتخب السعودي ليس عامل جذب للمدربين لكثرة فسخ عقودهم، وهذا ما كلف ميزانية الاتحاد كثيراً، ودفعه إلى تقديم حافز مالي مغر ربما يفوق بمراحل ما يستحقه ريكارد، لكن الاتحاد وجد نفسه مضطراً لذلك حتى يرضي المدرب العالمي بالتوقيع معه".

وجاءت توضيحات الفوزان في معرض تعليقه على انتقادات جماهيرية شهدها موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" استهدفت ما يحصل عليه ريكارد من مبالغ مقارنة بما قدمه مع المنتخب الذي ودع التصفيات التمهيدية المؤهلة لكأس العالم، وشهدت مبالغات بأرقام فلكية تحدث البعض أن ريكارد يتقاضاها وصلت حد الادعاء أنه يتقاضى سنوياً 96 مليون ريال، فيما سبق أن نشرت صحيفة مورنيننج سيدني الأسترالية الشهر الماضي أن مرتبه السنوي يصل إلى 10 ملايين ريال سنوياً، فيما كان موقع "بيه ويزارد" الإنجليزي أشار عند إبرام العقد إلى أن قيمته تصل إلى 11 مليون يورو لمدة ثلاث سنوات.

وقال الفوزان "راتب ريكارد لا يجب أن يكون مقياس نجاح المنتخب أو فشله، ولا يجب أن تقاس المعادلة بالعواطف والاجتهادات لأن الرياضة صناعة، نحن الآن نناقش النتائج ولا نتطرق إلى الجذور كالبنية التحتية، فحتى لو أقلنا المدرب الذي من المؤكد أنه وضع شرطاً جزائياً، فلن يتغير الوضع مع المنتخب، لأن ريكارد لا يملك لاعبين.

اللاعبون الذين نجدهم في الكرة السعودية هم نتاج حواري مكة المكرمة والمدينة المنورة وجازان والأحساء فقط، لأنها مدن توجد فيها ساحات للعب، وهذا دليل على أن الرياضة انعدمت لأن باقي المدن لا تتوفر فيها ملاعب رياضية ولا أكاديميات رياضية، البنية التحتية ضعيفة بما فيها من نظام احتراف وخصخصة، وهناك استئثار في المناصب وتدوير نفس الأشخاص في اللجان".

وتابع "لا يوجد لدينا لاعبون سعوديون يحترفون في الخارج سوى ياسر القحطاني وفي فريق عادي مثل العين الإماراتي مع كل التقدير، بينما نجد في منتخب عمان حارسا محترفا في أوروبا منذ سنوات، وثلاثة يحترفون في دوريي السعودية وقطر، وهذا يعني أنه لا يوجد لدينا أي تخطيط وأن هناك خللا ما".

وختم "الكرة والمدرب لدينا كالمريض الذي يتنقل من طبيب لآخر دون أن يجد العلاج اللازم، ويجد نفسه ومعه كيس من الأدوية ولا يزال يعاني مرضاً دون أن يشفى".