أرجع رئيس وزراء باكستان الأسبق شوكت عزيز تعطل وتأخر عجلة النمو والإنتاج الاقتصادي في بعض الدول الناشئة، إلى كثرة الفساد في بعض حكومات تلك الدول.

وأوضح لدى مشاركته في الجلسة الأولى التي عقدت بمنتدى جدة الاقتصادي أمس، أن عدم تماسك سياسات البلدان الأوروبية أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية فيها، وسط حاجة اقتصادات الدول الناشئة لإدارة سليمة، وانخفاض أسعار النفط، مستشهداً بالتجربة الصينية، التي ينتظرها نموا اقتصاديا هائلا في حالة عدم ارتفاع أسعار النفط.

وشدد على أن هناك عبرة ينبغي أن نخرج بها، فعندما يكون هناك اتحاد اقتصادي ناجح لا بد أن يساهم ذلك في التنازل عن جزء من السيادة لكيان أكبر، وأن المعاهدة المالية التي تم الاتفاق عليها مؤخراً بين دول الاتحاد الأوروبي هي خطوة في هذا الاتجاه.

وقال "لابد من التخلص من الفساد الذي كان مسؤولاً عن تعطيل قطار التنمية في بعض الدول، ومن المهم أن تتحلى اقتصادات هذه الدول بالشفافية لأنها تحتاج إلى مصارحة الناس بكل شيء والبعد عن الأمور السلبية التي تسبب مشاكل عديدة وتثير تأثيرات سلبية.

وأوضح أنه على كل بلد أن ينظر للطاقة والبترول على أنهما مساهمان في عوائد الموازنة، فعندما ترتفع الأسعار لا بد أن نقدم دعماً، ولا يمكن أن نلقي اللوم على أوبك في رفع أسعار البترول، ولا بد من إحداث توازن في السوق من خلال ترشيد الإنتاج لبعض الدول. وطالب السعوديين بالتركيز على استثمار إنتاج البترول ومشتقاته، قائلا: السعودية تتمتع بمركز جغرافي رائع، وتتمتع بإنتاج جيد من البترول، وأتصور أنها تسير في الاتجاه الصحيح، وعلينا أن ندرك أن ليس بإمكان أي دولة أن تفعل كل شيء بمفردها بمعزل عن الآخرين، حتى الصين التي حققت نمواً بنسبة (8%) لا تعمل بمفردها.

من جانبه، أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الاقتصادية والطاقة والأعمال جوزيه فرنانديز على ضرورة خلق وظائف في الدول الناشئة والنامية، مشيراً إلى أن بلاده نجحت في السنوات الخمس الماضية في خلق 8 ملايين وظيفة، الأمر الذي عادت آثاره بشكل واضح على الناتج القومي، وساهم في تجاوز الأزمة المالية العالمية التي ما زالت آثارها قائمة حتى الآن، ويعاني بعض من توابعها منذ وقوعها في عام 2008.

وشدد المستشار الاقتصادي في وزارة البترول والثروة المعدنية بالمملكة محمد الصبان على أن السعودية تراقب بقلق المشهد الدولي، على إثر الأزمات التي تمر بها البلدان الأوروبية، والولايات المتحدة الأميركية، وأن هناك زيادة في حجم الإقبال على النفط في البلدان الخليجية وخاصة السعودية، حيث بلغ حجم الطلب الصيني على النفط بالسعودية أكثر من 2 مليون برميل، بينما هناك انخفاض في حجم الطلب للبلدان المتقدمة بنحو 2 مليون برميل.

واعتبر أن الاقتصادات الناشئة هي الأكثر جذباً في المشهد الاقتصادي العالمي، بينما سيعود الاتحاد الأوروبي إلى الركود الاقتصادي ولن يتعافى قبل نهاية العام، في حين سيكون هناك نمو ضعيف جداً للاقتصاد الأميركي.

وروى الصبان الجملة التي قالها وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي لبعض الوزراء الأوروبيين، عندما قال في أحد اجتماعاته معهم: "لن نبيع لكم البترول مجاناً، أعطونا فقط الضرائب التي تجمعونها من الناس"، مشددا على أن ارتفاع سعر البترول لا ينبغي أن يسبب أزمة لدى بعض الدول المتطورة، لكن من المهم البحث عن مصادر عديدة أخرى للطاقة.