رفض عضو الاتحاد الآسيوي لكرة اليد، مستشار رئيس الاتحاد السعودي للعبة، نصر هلال أن يجير تأهل المنتخب مؤخراً إلى نهائيات كأس العالم بإسبانيا له، معتبراً أن الإنجاز كان نتاج صبر وعمل كبيرين من رئيس الاتحاد السعودي عبدالرحمن الحلافي وأعضائه والجهاز الإداري.

وأوضح في حواره مع "الوطن" أن الاستعانة به من قبل الاتحاد خلال بطولة آسيا التي اختتمت في جدة لم تكن تحت بند استغلال نفوذه الآسيوي لتحقيق التأهل، مشيراً إلى أن التواجد التحكيمي المحايد من أوروبا منح البطولة عدلاًً لم تشهده بطولات سابقة، كما كشف عن دوره في وصول الحلافي لمنصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي إلى جانب أمور عديدة تتعلق بمستقبل منتخب اليد في مشاركاته المقبلة.

سبق وتأهل المنتخب إلى ستة نهائيات لكأس العالم، كنت معه في خمسة منها، فهل يجير التأهل الأخير لك؟

بصدق هذا التأهل لا يجير لي، هناك عدة عوامل أدت لتحقيقه، أولها الجهد الكبير من قبل اتحاد اللعبة، سواء من رئيسه عبدالرحمن الحلافي أو نائبه تركي الخليوي أو الأمين العام محمد المنيع، كان هناك عمل مميز وحظي المنتخب خلال الستة الأشهر بدعم غير محدود .. شاركنا في دورة الخليج للألعاب وبعدها بتصفيات آسيا المؤهلة لأولمبياد لندن في كوريا ثم في بطولة الألعاب العربية بقطر، وتعرض المنتخب خلال هذه المشاركات لكثير من الصدمات، لكن الجميع تحلى بالصبر لوجود هدف وبرنامج معد ومخطط له وهو كيفية الوصول لكأس العالم للمرة السادسة، والحمد لله تحقق الهدف بفضل العمل المميز للجهاز الإداري المكون من إحسان الجشي وهاني هلال، وأنا لست إلا داعما بالخبرة التي كونتها خلال عشرات السنين.

ألم تستغل موقعك في الاتحاد الآسيوي للمساعدة في التأهل؟

الجميع تابع البطولة التي نقلت عبر سبع قنوات فضائية، وأعتقد أنها واحدة من أفضل البطولات تحكيمياً، أضف لذلك أن من يشرف على هذه البطولة هو الاتحاد الدولي، كونها بطولة تأهيلية لنهائيات كأس العالم، حتى إن رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الدولي هو من كان يسمي الحكام، أضف لذلك أن هناك طاقمين دوليين محايدين من كرواتيا وآيسلندا أدارا معظم المباريات الحساسة، كما أنه ليس من أهداف الاتحاد السعودي، استغلال وجود نصر هلال ومنصبه في الاتحاد الآسيوي.

لديك خلافات سابقة مع الرئيس الأسبق للاتحاد محمد المطرود وظهرت أيضاً في عهد سلمان السديري والآن تعمل مستشاراً للحلافي، أليست هذه تناقضات؟

لا أريد العودة للماضي بتفاصيله والحديث عنه "قلة عقل" لكن كل إنسان يفكر بالطريقة التي يراها مناسبة، والمطرود أو السديري لهما طريقتهما الخاصة في إدارة الاتحاد لا أريد الحديث عنها.. الرئيس الحالي عبدالرحمن الحلافي ومجلس إدارته ارتأيا الاستعانة بي وبقرار جماعي، كما أن شعورهم بثقلي داخل منظومة الاتحاد القاري، قادهم إلى تكليفي بالإشراف على المنتخب في بطولة آسيا بجدة، بجانب سعيهم للاستفادة من خبراتي، ولا أرى أي تداخلات هنا، ويكفي أننا حققنا ما خططنا له وهو التأهل.

كيف وصل الحلافي حديث العهد باللعبة لمنصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي بهذه السرعة؟

الحلافي رجل مهذب يأسرك بتعامله معك، وكذلك لديه هدف وطموح، وفي المقابل يعمل ويمنح الصلاحيات لمن يعمل معه ويملك علاقات عامة مميزة، وكل هذه عوامل تساعد على النجاح في الترشح.. كما أنه استطاع في فترة وجيزة أن يبني علاقات عامة مع رجالات الاتحاد الآسيوي نتيجة تواضعه وتواصله وخلقه، أضف لذلك أن شخصية مثل الشيخ أحمد الفهد الصباح يحبذ أن تكون المملكة في الأولوية دائماً.. ولا أنكر أنني لعبت دوراً في إيصال مرشح سعودي من خلال علاقات بنيتها في الاتحاد لأكثر من 20 عاماً، كما أن العمل كان أسهل مما توقعت، فلم يصدر أي اعتراض في الجمعية العمومية، بل تم تنصيب الحلافي بالإجماع وهذه حالة نادرة.

كيف سيتم إعداد المنتخب لكأس العالم بإسبانيا؟

المهم هو ماذا نريد من المنتخب في إسبانيا.. فإذا كنا نريد مشاركة شرفية، فسيكون الثمن بسيطا، وإن كنا نرغب في تواجد مميز في هذه التظاهرة العالمية، فسيكون الثمن باهظاً.. أعلم أن الاتحاد السعودي يبحث عن ترك بصمة مميزة في البطولة، عموما وضعت خطوط عريضة للإعداد لكن من الضروري الاستعانة بمدرب عالمي وجهاز طبي ووضع خطط إعداد مميزة لكي نصل إلى إسبانيا بمنتخب قوي.

ماذا عن إعلان حارس المنتخب مناف آل سعيد اعتزاله؟

مناف مرً بتجربتين صعبتين، الأولى في لبنان ولم يوفق فيها فعاد منها بحالة نفسية سعينا لإخراجه منها، والتجربة الثانية كانت قبل البطولة الأخيرة، حيث كان متخوفاً من قدرته في أن يكون ذاك الاسم البارز في حراسة آسيا، وبفضل الله وبمثابرته وإصراره والعمل الذي بذل لتهيئته، نجح في أن يكون الحارس الأول بآسيا، وأنا أراهن على أنه قادر على العطاء لثلاث سنوات قادمة بشرط إعداده جيداً، وأعتقد أن بإمكانه المشاركة في نهائيات كأس العالم بل وفي التصفيات المقبلة ضمن الشروط والضوابط التي ذكرتها.

برزت من نادي الخليج، فلماذا غبت عن ترشيح نفسك عن رئاسته أو عضويته في الانتخابات الأخيرة؟

كثيرون طالبوني بالعودة، لكن من عايش النادي يعرف ماذا يحتاج ناد بحجم الخليج، فهو لا يحتاج لوجاهة بقدر ما يحتاج إلى عمل ميداني متواصل من الرئيس إلى أصغر عضو، والخليج يفتقر إلى المادة، وبالتالي للجهد والمتابعة، ومن جهتي، فإن أعمالي وتشبعي بعد أن قضيت 22 عاماً، يمنعانني من إعادة تجربة كانت كبيرة وثرية استفدت منها وأوصلتني لمناصب يتمناها الكل، وكنت داعما للنادي خلف الستار، وكان لدينا هاجس في الانتخابات الأخيرة وهي الإصرار على إقامة الانتخابات في أجواء طيبة والانتهاء من مرحلة التكليف. وأتصور أن الخليج نجح في ذلك وإن كان في منتصف الموسم.

يقال إنك كنت أسعد الخلجاويين بوصول فوزي الباشا لرئاسة النادي؟

الأمر ليس بهذا الشكل، فالمسألة خيارات، فهناك من كان يرى في عبدالمحسن المعلم، الرجل الأفضل للمرحلة القادمة، فيما كنت أرى أن الباشا هو رجل المرحلة والأنسب بعيداً عن أي تفسيرات، والحمد لله نجح خياري.. ومن يعتقد أن وصول الباشا لرئاسة النادي أمر مفرح له فهو مخطئ، فالمهمة أصعب الآن، لأنه بحاجة لعمل شاق، لكن من واجبي دعمه.