شجاعة أدبية مبهجة تلك التي أقدم عليها رئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي جازان الأدبي بردم الهوة بينهم وبين مجلس إدارة النادي السابق، وموقفُ الأخير كان نبيلا في حسن الاستجابة وعفا الوعي عما سلف، وحتى لا نعاود المحو على الصفحة الجديدة فإن الشفافية في تعاطي الفعل والنقد تُعدُّ الخطوة الأبرز في مشوار الألف إنجاز، ومن هنا أستدعي قناعتي في وجوب الانعتاق من طقوس النعام في مثل هذا الظرف.

إن وقوف الشريكين، مجلس الإدارة والجمعية العمومية، على مسافة واحدة من تقويم المنجز يُعدّ النّول الأتقن في تمام النسيج.

في تقديري أن هناك أدوارا سقيمة الهدف مورست بعيدًا عن الحكمة تمخضت عما كان من شياط.

ثقافة الاستقواء بكل المتاح حيّدت الغاية الأنبل فانتعشت "الأنا" ووهن صوت العقل، وحضرت تزكية القناعات، ومارس "الجَلَف"و"الصّلَف" لعبة شد الحبل، وناءَ الضمير بسطوة الصداع، فساد الغبش على أجواء البدايات.

يقيني أن استقالة الأستاذين البهكلي والحكمي لن تعصف بالنادي "الكيان" كما يتمنى "المتطرفون" في النقمة على مجلس إدارته، متى ما نجح الأخير في تحييد "كارزما" أعضائه، وحضرت الأمانة في تحديد المسؤوليات، وأعاد كل عضو ترتيب وعيه بالدور المنوط به، وسعوا جميعا إلى إنجاز ما تم رسمه لتحقيق أهداف المرحلة، غير محاصرين بهاجس الخشية من الخطأ والضجيج السالب.

خيرٌ وبركة أن المجلس استطاع "أن يتنفس برئة واحدة" ونحن الذين جثمنا على صدره منذ محاولته الأولى للزفير.

إن الأمانة تتطلب من أعضاء الجمعية العمومية الصدق مع النفس في التحقق من أي السبل أجدى نفعًا لبلوغ المصلحة العليا، فالغبار لا يجلب إلا الربو.. وبدلا من أن يتنفس المجلس برئة واحدة سنضطره إلى التنفس بأكسجين صناعي وعندها نكون الشريك الأبرز في استدعاء المرض.