أمرٌ وارد .. أن يتشاجر مراهقان أمام إحدى المدارس، أو لاعبان على المستطيل الأخضر، أو مراجعٌ لإحدى الإدارات الحكومية مع أحد موظفيها لسوء أخلاق أحدهم!
لكن المصيبة.. أن يتشاجر نائب في البرلمان مع وزير الصحة تحت قبة البرلمان، بلا سبب سوى أن الوزير رفض الموافقة على علاج مواطن في الخارج قبل عرض حالته على اللجنة المختصة!
النائب غضب فأزبد وأرعد وشتم وتهكم.. وكاد أن يضرب الوزير لولا تدخل الموجودين، هذا ما حدث قبل يومين في البرلمان الكويتي أثناء فترة الاستراحة، حين دخل النائب دلهي الهاجري على وزير الصحة الكويتي هلال الساير، وطلب منه الموافقة على علاج مريض في الخارج فرفض الوزير وطلب عرض حالته على اللجنة المختصة، فأصر النائب بحجة أن الحالة ضرورية ومهمة، وأصر الوزير على رأيه بحجة أنها كغيرها من الحالات التي قد لا تقل أهمية عنها.. ولا فرق بينها سوى أن هذه لم تأت بالبريد، بل جاءت بيد النائب الذي سيفقد صوتاً في الانتخابات القادمة إن لم ينجزها، ولم يفكر النائب أن من لم يستطع الوصول إليه قد يكون أكثر حاجة للعلاج!
كثير من المرضى الذين يحتاجون العلاج، لا يجدون عوناً: إما لضيق اليد أو لقلة المعارف، فتزيد مأساتهم هماً وغماً ووجعاً، ويزداد ألمهم كلما شاهدوا تقريراً صحفياً أو تلفزيونياً عن مريضٍ مثل حالتهم، فتنهال عليه أيادي الخير بالعون والعلاج والمال طمعاً بالأجر وما أكثر الخيرين لدينا.. فيحلم أن يتعرف على صحفيٍ يسلط الضوء على مأساته لعله يجد يداً حانية تبلسم ألمه وتزيح همه ليعود مواطناً منتجاً لأهله وبلده.
أعزائي القراء لنفكر سوياً: إن لم يتعرف المريض على صحفي، فما الحل؟
أرجو أن تستبعدوا من أذهانكم "سرير الصحة" فقط لكي تكون حلولنا قابلة للتطبيق.