فيما شكا عدد من المصلين بمسجد المحجوب التاريخي بحي السلامة في الطائف من وجود تصدعات وتشققات في جدران المسجد مبدين خشيتهم من تسببها في الإضرار بهم، ملقين باللائمة على الأوقاف، أفاد المدير العام للأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد في محافظة الطائف عبد العزيز بخيت المدرع، بأنه سيتم تجديده وتوسعته بضم الحوش المجاور له من الجهة الجنوبية.

وأشار في تصريح لـ"الوطن" إلى أن العمل جار على ذلك، ملمحا إلى أنه تم إجراء ترميم للمسجد، مفيدا بأن حالته الراهنة جيدة ولا يوجد أي خطورة على المصلين.

وبينما طالب المصلون بسرعة تدخل الأوقاف لإيجاد حل ناجع للرائحة المنبعثة من المسلخ المجاور، حيث تؤذيهم أثناء أداء صلواتهم، أفاد المدرع بأنه تم استدعاء مستأجر المسلخ وتبين أن الموقع مستأجر منذ 6 سنوات. وأضاف أنه يستخدمه كمستودع لأحد المطاعم المجاورة للمسجد لتجهيز بعض مراحل العمل كالتقطيع، مؤكدا أن عملية الذبح تتم بمسالخ البلدية وبموجب فواتير يومية تثبت ذلك، إضافة لتأكيده على أنه استأجر موقعا بعيدا عن المسجد وجار تجهيزه.

من جهته، أشار إمام المسجد، خالد المالكي، إلى أن أعمال الترميم التطوعية التي يتكفل بها فاعلو الخير لم تجد بسبب قدمه، مضيفا: "عند تثبيت شيء ما في الجدران يتحول المكان إلى تراب"، لافتا إلى سقوط جزء من سقفه. وذكر أن أعداد مرتاديه زادت في الفترة الأخيرة، نظرا لهدم الجامع القريب منه لصالح أمانة الطائف، وعدم وجود بديل له في المنطقة. فيما أوضح أقدم ساكني الحي، ويدعى سالم علي أن بناء المسجد يعود لعقود، مبينا أنه حينما قدم للسكنى في الحي وهو في ريعان شبابه كان المسجد قائما، مبينا أن الذي بناه، كما يذكر تاريخيا، السيد إبراهيم المرغني المحجوب المتوفى عام 1193هـ. وبين أنه لم يحدث تغيير يذكر على بنائه، إلا من بعض الترميمات البسيطة، مشددا على ضرورة إعادة بنائه وتوسعته لاستيعاب الزيادة السكانية في الحي.

من جانبه، حمل أحد السكان المحيطين بالمسجد، خالد عبدالله القرشي، إدارة الأوقاف مسؤولية ما يحدث للمسجد، في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، ملمحا إلى عدم تجاوبها مع شكاواهم وطالباتهم التي تقدموا بها. وقال: "على الرغم من أننا حصلنا على موافقة رسمية من قبل أمانة الطائف بمنحنا ما يقارب 60% من الحديقة التي تقع أمام المسجد لتوسعته، وباقي المساحة كمواقف إلا أن الأوقاف لم تحرك ساكنا"، مبديا استعداد سكان الحي لإحضار متبرع يتكفل ببناء المسجد على حسابه الخاص. أما معتوق القرشي فدلل على غياب دور الأوقاف في متابعة المساجد ومعرفة ما ينقصها بتأجيرها لأرض مجاورة للمسجد وتحويل المستثمر لها لمسلخ بدلا من منحها لتوسعة المسجد وإعادة بنائه. وطالب بندر مستور آل درويش إدارة الأوقاف بالوقوف على حال المسجد ودورات المياه الصغيرة التي أصبحت في وضع مزر كما المواضئ الخاصة بالمصلين، وأفاد بعدم توفير مصلى للنساء، فضلا عن عدم استطاعة ذوي الاحتياجات الخاصة دخول المسجد إلا بصعوبة وبمساعدة أشخاص، مشيرا إلى أن المسجد أصبح لا يرى بسبب العمارات السكنية التي أحاطت به من ثلاث جهات ولم يعد يتوفر متنفس للهواء داخله سوى بابه الشرقي وباب صغير في جهة الشمال لا يرى.