لا تخلو الدوائر الحكومية والقطاعات الخاصة في أكثر الأوقات ممن لديه حب العمل، وخدمة المراجع، والسعي إلى إنجاز وإتقان ما أوكل إليه من أعمال، لا ينظر إلا لضميره الذي يؤنبه عند التقصير في عمله، وقبل ذلك مراقبة الله فيما بين يديه. يرى أن من مهامه المناطة به إرضاء الأشخاص الذين تتوقف عنده حاجاتهم ومطالبهم، وإنهاء معاملاتهم، والإنتاج المرضي في حدود واجباته الوظيفية التي ينبغي أن تؤدى على أكمل وجه وأحسن صورة دون اختلاق أعذار مستهلكة ومكررة.

هل تصدقون أن هناك من موظفينا في القطاع العام من لا يعرف المماطلة والتسويف، ولا يعترف بالتعجيز والتعقيد، ولا يؤمن بالنظام الشفهي الذي يتغير بتغير الأمزجة الخالية والعقول المتحجرة.

لذا فهو بحاجة إلى من يشجعه على أدائه، ويكرمه على مجهوده أمام الجميع حتى يكون مدرسة لغيره من أبناء وطننا الغالي.

لدينا أشخاص جادون ومكافحون في عملهم يترقبون التكريم والاحتفاء بهم، وهم وإن كان عملهم خالصا لوجه الله إلا أنه لا ينبغي أن يذهب التكريم لغيرهم من النخب عن طريق المحسوبية والمحاباة وبوابة "الأقربون أولى بالمعروف".. ما السبب في عدم تخصيص مكافأة سنوية تصرف للموظف المتميز في قطاعاتنا الحكومية والخاصة؟ هل هي البيروقراطية المدمرة أم الحسد القاتل أم الغيرة القاطعة للإنتاج؟

لدينا موظفون بارعون لم يجدوا خيارا لهم سوى التقاعد المبكر مما يواجهون في حياتهم العملية وبعد ذلك نطلق أنين الفراق، وآهات التحسر عليهم؟ فمتى يكرم الموظف المثابر بيننا؟ ومتى يكون ذلك أمام أعيننا وتحت أسماعنا؟ أجيبوا..


صالح صبحان البشري (جامعة الملك خالد )