لم يترك المرشح الجمهوري ميت رومني زيارته إلى فلسطين المحتلة تمر دون عاصفة، فأطلق العديد من المواقف التي لم تكن إلى جانبه، وسجلت ضده في خانة الانتخابات الأميركية، قبل أن تبدأ.

وجود رومني في هذه المنطقة كان خطأ، في ظل الجمود الذي يسيطر على المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية من خلال التمادي الإسرائيلي في الاستيطان والتهويد، ورفض كل الاتفاقات التي توصلت لها اللجنة الرباعية الدولية، وأبرز مقرراتها إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل.

قبل أن يصل إلى البيت الأبيض، أعطى رومني شيكا على بياض للقادة الإسرائيليين: "القدس عاصمة إسرائيل"، وكاد أن يقول إنها عاصمة الدولة اليهودية، إلا أن ربما هناك من نصحه بالتروي، لأن الوصول إلى البيت الأبيض ليس مفروشا بالورود لمجرد زيارته لإسرائيل.

لم يأخذ رومني بعين الاعتبار مواقف الطرف الثاني من الأزمة. الشعب الفلسطيني، ومصيره، ومصير أرضه، وشعبه المشرد واللاجئ في أربع جهات الأرض، كما لم يأخذ بعين الاعتبار المواقف العربية الأخرى التي ترى في إقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية، حلا للأزمة التي دخلت العقد السابع من عمرها.

جولة رومني انتخابية بامتياز، وهي وإن كانت كذلك، لا بد من رسم خطوط حمراء للتصريحات التي تصدر والعبارات التي يتلفظ بها، لأنها ستكون في مرحلة من المراحل قاتلة.