هو على درجة عالية من الخلق واللطف والتواضع، وفي ظني هو واحد ممن وفقت القيادة في اختيارهم ليكون في هذا المنصب، وعلى الرغم من كثرة ملاحظاتي وانتقاداتي كلما أتيحت لي فرصة اللقاء به إلا أنه يقدر ويتفهم طبيعة عملنا كصحفيين وكتاب وإعلاميين.

الدكتور محمد خشيم نائب وزير الصحة هو واحد من قلة من المسؤولين ممن إذا تحدث يغرقك بالمعلومات الدقيقة المدعمة بالأرقام والتواريخ، ثم إنه موضوعي في حديثة، يعترف بالقصور، يشخص المشاكل والعقبات، يحلل الواقع، يحترم آراء الناس، يتفهم شكاواهم، يقدر احتياجاتهم، لا يبالغ فيما يقول، ولا يستخدم كلمتي تقريبا، وقريبا، غير المحبذ سماعهما عند الإعلاميين، ورغم حجم النقد الموجه لوزارة الصحة التي هو واحد من قياداتها إلا أنه متفائل بما هو آت في قادم الأيام، ولديه إيمان عميق أن الواقع الصحي في السعودية سيشهد تغيرا نوعيا في السنتين القادمتين.

يوم الثلاثاء الماضي، كنت في مكتبه بالوزارة وقلت له: إن هناك أربع حلقات تلفزيونية مختلفة لأربعة مسلسلات رمضانية سعودية تناولت خلال الأيام الماضية قضية أو أزمة الأسرة في المستشفيات الحكومية، فأغرقني بالمعلومات التي في ظني أنها كلها تصلح عناوين رئيسة لأي صحيفة لأن فيها من المعلومات والأرقام والتواريخ ما يهم كل المواطنين والمهتمين بالشأن الصحي.

الدكتور خشيم قال: إن هناك عشرة مستشفيات كبرى سوف تفتتح نهاية العام الجاري وهناك 62 مستشفى آخر سوف تفتتح بعد عام ووعد بتزويدي بتواريخ افتتاح كل مستشفى منها، وأضاف جازما أنه لا تكاد تكون هناك منطقة أو مدينة في السعودية إلا وفيها مشروع صحي نوعي على وشك التدشين، وفي المجمل كلها ستجعل من قضية نقص الأسرة أمرا ماضيا فضلا عن أن هناك تغيرا لافتا سوف يتحقق في مستوى الخدمات والتجهيزات.

وقد سعدت بما سمعت من نائب الوزير ولكنني عدت لأقول له: إن هذا المنتظر من المشاريع، ربما لا يعلم الكثير من المواطنين عنه، وربما هم غير معنيين بالانتظار إلى أن تكتمل تلك المشاريع بينما مرضاهم يئنون ويتألمون دون أن يجدوا أسرة لهم فقاطعني قائلا: "بناء المستشفيات أو إعادة تأهيل المتهالك منها لا يمكن تحقيقه في سنة أو سنتين فقط بل هناك ما يحتاج إلى أكثر من ذلك مثل المدن الطبية التي تنفذها الوزارة حاليا في عسير وتبوك والجوف والشرقية والرياض، إلا أن تأمين سرير لكل مواطن تستدعي حالته التنويم في المستشفى أمر لا خلاف عليه وسبق وأن قلت والأن أقول وأكررها من لا يجد سريرا في المستشفيات الحكومية يتجه إلى مستشفيات القطاع الخاص ووزارة الصحة تتولى دفع التكاليف المادية".

وأنا بدوري هنا أنقل كلام نائب الوزير خاصة حول الجزئية التي تتعلق بإمكانية العلاج في المستشفيات الخاصة على حساب الحكومة لمن تستدعي حالتهم التنويم ولم يجدوا سريرا في مستشفيات الحكومة، وأنقل حرفيا ما قاله الدكتور خشيم في هذه الجزئية إذ قال: " كل من لم يجد سريرا لا يرده إلا الاتصال بنا".