يستعد المواطن سعد الشمري هو وأسرته من بداية الشهر الحالي لموجة الكتلة الهوائية الباردة التي تأتي في مثل هذه الأيام، فعلى الرغم من ارتدائه وأبنائه ملابس الصيف، واستمتاعهم بأجوائه المرحة، فإن قدوم البرد عادة فجأة يجعله دائما متيقظا، وعلى أهبة الاستعداد لمواجهته بالوسائل اللازمة. وواجه "الشماليون" الذين يقطنون المناطق الشمالية من المملكة شراسة "برد العجوز" ، أو " بياع الخبل عباته " كما يطلق عليه العامة، بالعودة إلى ارتداء " البشت" و "الفروة "، وذلك لاستمرار تأثير الكتلة الهوائية الباردة على مناطق شمال السعودية، وغرب ووسط وشرق المملكة، حيث تكون الصقيع وانخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في ساعات الصباح الباكر.

الفلكيون دعوا إلى اتخاذ الحيطة والحذر من برودة الطقس التي تشهدها المنطقة في الأسبوع الجاري الممتد من 17 إلى 24 مارس، والمعروفة لدى العامة " برد العجوز" أو " بياع الخبل عباته "، أي الذي باع عباءته وموسم البرد لم ينته وبعدها مات من البرد، محذرين من التساهل في لبس الملابس الصيفية حتى لا يفاجأ الناس ببرد العجوز، رغم أن الجو كان الأسبوع الماضي حارا في النهار.

وفسر كبار السن سبب إطلاق اسم "برد العجوز" على هذه الرياح بأنه اسم أسطوري شعبي قديم، حيث تروى قصة امرأة عجوز كانت تملك أغناماً، ولما أحست بالحر جزّت صوف الغنم، وبعد أيام رجع عليها برد شديد، فماتت أغنامها، ولهذه المصيبة أطلقوا عليه "برد العجوز ".

وتوقع الفلكيون أن يكون الطقس هذه الأيام شديد البرودة على شمال المملكة، ويستمر طوال الأسبوع الجاري، وبعد ذلك يزداد الدفء بالتدرج وتنشط فيه الرياح المحملة بالغبار والأتربة والعواصف الماكرة، مشيرين إلى أن هذه الموجة قد تكون عاتية ومؤثرة، خاصة على الأطفال وكبار السن لضعف المناعة.

وحذر الأكاديمي المتخصص بالجغرافيا المناخية والمشرف على جوال كون، الدكتور عبدالله المسند، من تأثير الغبار والأتربة نتيجة تصاعد التيارات الهوائية التي يتخللها الموجات الباردة، ناصحاً بتوفير غرفة نقية في المنزل لتكون ملجأ صحياً آمناً إبان هبوب العواصف الرملية الشديدة. ونوه بأهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة والتي أوجزها بعدة خطوات تبدأ بتوفير غرفة وإحكام إغلاقها باستبدال النوافذ المتحركة بزجاج ثابت للإضاءة فقط دون نفوذ الهواء الخارجي للداخل، ووضع ربلات مطاطية تحيط بإطار الباب بما في ذلك الإطار السفلي لمنع تسرب أي هواء للداخل.

وأشار إلى أهمية إلغاء المكيف العادي "مكيف الشباك" واستبداله بمكيف منفصل " اسبلت " مدعم بفلاتر خاصة لتنقية هواء الغرفة من العوالق الصلبة من غبار وأتربة إن دخلت للغرفة، واستبدال السجاد الأرضي الحاضن للغبار بسيراميك، وأيضا استبدال المقاعد المكسوة بالقماش بمقاعد جلدية، وكذلك استبدال ستائر القماش الحاضنة للغبار بستائر شرائح البلاستك، أو الألمنيوم، ودعم كفاءة نقاء الغرفة بإضافة وحدة تبريد صغيرة متنقلة لرفع نسبة الرطوبة، وتنقية الهواء داخل الغرفة، مع توفير الكمامات في حالة الخروج من الغرفة عند الحاجة، ويمكن توفير وسائل البقاء لأكثر من 24 ساعة بإضافة وسائل الترفيه من تلفاز وخلافه.