الدعوة التي أطلقتها مؤسسة الأقصى، للفلسطينيين لشد الرحال إلى المسجد الأقصى، واعتكاف العشر الأواخر من رمضان في أرجائه، تحمل أكثر من معنى. أولها، إرسال رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي، أن الأقصى ليس وحيدا، وأن جموع المسلمين يفدون الأقصى بالغالي والنفيس، خاصة في ظل تصعيد الاحتلال لاعتداءاته، وتدنيسه لحرمة المسجد الأقصى المبارك. فالمؤسسة، كما الشعب الفلسطيني، يلمسان تراجعا بالاهتمام بما تحيكه إسرائيل من مؤامرات على الأقصى، فمن خلال التواجد والرباط الدائم والباكر في المسجد الأقصى، ضمانة كبرى للتصدي لمخططات الاحتلال، والدفاع عن حرمة الأقصى. دعوة المؤسسة، مبنية على واقع، ومستندة على ممارسات احتلالية، في طليعتها السعي الدؤوب من الإدارة الصهيونية لتهويد المسجد، وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه إذا ـ لا سمح الله ـ استطاعت تنفيذ مخططها بإزالته.
وما يقلق القيمين على الأقصى، صمت بعض العرب والمسلمين لما يُخطط له، وللقضية الفلسطينية على السواء، من قبل الصهاينة، بعد أن أصبحت مسألة الشعب الفلسطيني تحتل مرتبة متدنية لدى صناع القرار في العالم.
صرخة مؤسسة الأقصى يجب ألا تذهب في واد، فالخطر الإسرائيلي قائم، ويجب ألا يُعمي العربَ والمسلمين الغبارُ الذي تحاول الدول الكبرى ذَرّه في عيونهم، بأن قضيتهم أصبحت ثانوية، مع ما تشهده المنطقة من تطورات، والتاكيد من قبلهم على أنها ستبقى القضية المركزية، إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة.