من أجل وأحب الأعمال إلى الله بر الوالدين والإحسان إليهما.. وبرهما أفضل من الجهاد، والنظر إليهما عبادة كما جاء في الأحاديث الشريفة.

للمسنين من الآباء والأجداد حقوق إنسانية كفلتها لهم الديانات السماوية والأعراف الدولية، ولكن بالكاد ترى تفعيل هذه الحقوق في الحياة الواقعية إلا من (رحم الله).

هؤلاء المسنون هم (آباء وأمهات، أجداد وجدات) لأحد منا في المجتمع.

من المؤلم أن ترى الكثير من المسنين القابعين في جوانب جدران منازلهم أو منازل أبنائهم قد كتبت عليهم العزلة والنسيان من المجتمع، هم أحياء أموات، فئة انكفأت على نفسها وانسحبت من المجتمع لانعدام ثقتها بنفسها أو لأنها ترى نفسها ضيفا ثقيلا على من يعولونها.. وفئة ثانية أرغمت على ذلك ممن حولها.. أما الفئة الثالثة فقد وجدت نفسها معزولة، لا يستقبلها أحد من أبنائها بشكل دائم، فتراها مضطرة للانتقال من بيت لآخر داخل الأسرة ذات الامتداد الواحد منتظرة المنية التى قد تأتي اليوم أو بعد عشرات الأعوام..

إن أغلبية المسنين في المجتمع قد فتكت بهم الأمراض العضوية (الزهايمر) جراء إهمال حقوقهم وضياع أمنهم النفسي من قبل أقرب الناس إليهم، فالكثير من الأسر وبخاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة يكون آخر همها هو هذا المسن الضعيف (سواء الأم أو الأب، الجد أو الجدة)، وقد أخذت الإساءة لكبار السن أشكالا متعددة وتأثيرات مرعبة.

إن ترك المشكلة على عاتق الدولة وحدها لتتبناها ببناء أكبر عدد من دور رعاية المسنين لن تؤدي إلا إلى تفاقمها بشكل أكثر خطورة. فمسؤولية رعاية وعناية المسنين هي مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع والأسرة، وإنشاء جمعيات تطوعية ومؤسسات مدنية بدعم حكومي أو خاص تعنى بتحسين حياة المسنين ورعايتهم وتقديم الخدمات لهم وهم في منازلهم أو في منازل أبنائهم لهو الحل الأصلح والأنفع لما له من آثار إيجابية على هذه الفئة معنويا ونفسيا ومساعدته على تماسك النسيج الأسري.

هناك مبادرة إنسانية في هذا المجال أسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع:

1- البحث عن حلول تكون جذرية وتؤدي إلى بقاء هؤلاء المسنين بين أسرهم أو في منازلهم، وأن نعمل كل ما يجب لنحفظ لهم العيش الكريم.

2- إيجاد حلول تحافظ على استقلاليتهم بدون عزلهم.

3- حلول تبقيهم على اتصال مع مجتمعاتهم بشكل إيجابي.


 


صبيحة مظفر