أنقل لكم اليوم تجربة عملية عن دور الفرد في صناعة التأثير. تبنت إحدى قريباتي عندما كانت طالبة في الجامعة على صفحتها في الفيس بوك حملة لجمع الملابس وتقديمها للمحتاجات، لكن ما لفت انتباهي هو أنه رغم قلة عدد أصدقاء صفحتها، إلا أنها وزميلاتها كن خلية نحل، تتصل كل واحدة منهن بمعارفها من الأقرباء والصديقات لتجميع الملابس وفرزها ومتابعة توزيعها مع المجموعة. صحيح أن العمل كان يبدو لي ضئيلاً في حجمه وفائدته، إلا أنه عرفني على أسلوب جديد من المبادرة الفردية، يدرك أصحابه دور الفرد في المجتمع.. نفس الدور الذي تقوم به بقية المؤسسات، وفي نفس الوقت يعطي صورة مغايرة للصورة النمطية التي يدعيها البعض عن بناتنا، وهو دور مكمل لمبادرات سابقة لهن في الأعمال التطوعية خلال أحداث سيول جدة وفي تأسيس مبادرات تربوية وتوعوية على الإنترنت وأخرى تطوعية على مستوى المناطق.

طبعاً لا يمكن إهمال دور الشباب خلال هذا الشهر الكريم، فهناك مشاركات مماثلة يقومون بها، منها توزيع الإفطارعند إشارات المرور، والمساهمة في مشاريع إفطار الصائم مع المساجد، وزيارات الصداقة لدور الأيتام.. لكن السؤال المهم هو: هل نكتفي بمثل هذه المبادرات بانتهاء شهر رمضان؟ ما ينبغي إدراكه هو أن الحاجة للعمل الاجتماعي التطوعي مستمرة طوال الأيام والشهور، مما يعني أننا في حاجة ماسة لتشجيع مبادرات جديدة ومستمرة طوال العام تشمل جميع أشكال التطوع، لذلك لو أن كل فرد من الشباب من بناتنا وأولادنا تبنى مع مجموعته على الفيس بوك حملة جديدة، فمن المؤكد أن هذه المبادرات سوف تشجع على مشاركات أخرى فتعم فائدتها أغلب المحتاجين، وعلينا ألا نكتفي بهذا القدر، بل ندعو بقية المعارف لمبادرات مماثلة من خلال شبكة التواصل الاجتماعي بذلك تتضاعف أعداد المبادرات وأعداد المستفيدين منها.