عندما يصمت الرجل ويقرر الانطواء والجلوس بمفرده فهو يفكر في حل لمشكلة ما، بينما عندما تكون المرأة في حالة اضطراب وهي تقطع المسافات ذهابا وإيابا فإنها أمام مشكلة لا تنتهي إلى أن ينتهي بها الأمر إلى زيارة خاطفة لوالدتها أو جارتها في المنزل.. بتلك العبارة بدأ فواز حماد العنزي حديثه مؤكدا على أن الرجل يتحول إلى كهف مظلم في حال واجهته مشكلة ما، بينما المرأة على العكس تماما فعندما تواجه مشكلة ما سواء في حياتها الزوجية أو في محيط عملها تتحول إلى بركان خامد قد ينفجر في أي لحظة.

فهل ما ذكر سابقا قاعدة، وهي أن الرجل يتحول إلى كهف مظلم في حال واجهته مشكلة ما، بينما المرأة غير ذلك؟. ومن الأكثر قدرة وصبرا وتحملا على مواجهة المشاكل، الزوج أم الزوجة؟ ولماذا تلجأ المرأة إلى الآخرين سواء من العائلة أو من خارجها لمساعدتها في حل مشاكلها؟

تقول المشرفة عائشة حسين العازمي: هناك فروقات فردية بين البشر، فمنهم من يكون قادرا على اتخاذ الأسلوب الأمثل في حل المشكلات، ومنهم من يلجأ إلى الطرق غير المجدية في حل المشكلات سواء الأسرية أو في محيط العمل. وتتابع العازمي قائلة: ليست هناك قاعدة تعمم حتى نتبعها في كون الرجل هو الأكثر قدرة على حل المشكلات الأسرية أو غيرها، وكذلك العكس، فلا شيء يثبت أن المرأة هي كذلك، ولكن كما ذكرت الأمر يرجع إلى الفروق الفردية، فكم من نساء غلبن الرجال في قدرتهن على حل مشاكلهن بدون تدخل خارجي، وكم من رجال لا يستطيع أحدهم البت في موضوع ونجده يستعين في صغائر الأمور بالأهل أو بالأصدقاء كي يجد عندهم الحل السليم لمواجهة المشكلة، واختتمت قولها بـ "لا الرجل كهف ولا المرأة غير ذلك، بل إن الأمر برمته يرجع إلى عدة أمور منها التربية والقدرة على التحمل واتخاذ القرار".

وتقول شيخة السعدي، (متزوجة ولديها ثلاثة أطفال): ظلمت المرأة كثيرا في هذه المواضيع، بل إن عددا من الرجال يعتبرونها وكأنها الإذاعة المتنقلة التي تبث مشكلتها هنا وهناك بحثا عن حل، والحقيقة أنني تعرفت على عدد من السيدات الكتومات، وإذا ما واجهتهن مشاكل زوجية لا يبحثن أبدا عن حلها خارج محيط أسرهن. وتابعت السعدي قائلة: المرأة عندما تطرح مشاكلها على صديقة لها أو على والدتها مثلا تكون قد وصلت إلى الطريق المغلق الذي يحتاج إلى استشارة، وعموما المرأة تقبل النصح من الآخرين، بينما الرجل يعتبر ذلك تدخلا في أموره الداخلية، لذلك فهو يفضل عدم الاستشارة. من جانبها أكدت أخصائية التربية الأسرية مسفرة الغامدي أن الاستشارة في حل المشكلة ليست خللا، سواء كانت من قبل الرجل أو المرأة، ولربما احتاجت بعض المشاكل الأسرية التي يصعب حلها للتدخل من قبل أطراف خارجية، أو من قبل كبار السن في العائلة، وهذا ليس مأخذا على الزوجين.

وتابعت الغامدي قائلة: من أهم المشاكل الأسرية التي تواجه الزوجين عدم القدرة على اتخاذ القرار واحتواء المشكلة داخل محيط الأسرة، وبعض السيدات يتصرفن في مثل تلك الأمور بعدم روية، فنجد إحداهن لا تتوانى للحظة عن مهاتفة والدتها أو صديقتها حتى ولو كانت الأمور بسيطة. وتابعت الغامدي: الزوجة لا تلجأ إلى هذا التصرف إلا بعد أن تدرك تماما أن جميع الأبواب مؤصدة في وجهها، وتستطرد الغامدي قائلة: الأكثر قدرة على حل المشاكل الزوجية لا نرجعه إلى الجنس، (الذكر أو الأنثى)، إلى القدرة على اتخاذ القرار والنظر إلى الأمور بعقلانية ويكون الحكم في حل تلك المشاكل هو المنطق، وما يميز بعض النساء عن بعض الرجال هو القدرة على الصبر والتحمل، بينما يتميز بعض الرجال على النساء في الموضوعية وتجنب الذاتية في اتخاذ القرار.