كشفت دولة جنوب السودان عن أنها ستفتح سفارة لها في القدس المحتلة وليس في تل أبيب، مما يعتبر استفزازاً واضحاً للدول العربية والإسلامية والتي ترفض اعتبار القدس عاصمة للدولة العبرية. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن السفير الإسرائيلي في جنوب السودان دان شاهام التقى مع نائب رئيس جنوب السودان ريك مشار وتم مناقشة خطط لرحلات حج إلى القدس من قبل زعماء جنوب السودان المسيحيين.

من جهة أخرى، نفى مندوب السودان الدائم بالأمم المتحدة، دفع الله الحاج علي، مزاعم دولة جنوب السودان بتعرض مواقع داخل أراضيها لقصف جوي من قبل الخرطوم، قائلاً إن مثل هذه الادعاءات ذرائع تكررها جوبا لصرف الأنظار عن هجوم هجليج. وأعرب مجلس الأمن الدولي عن "قلقه العميق" حيال الاشتباكات التي اندلعت في المنطقة الحدودية ما بين السودان وجنوب السودان، محذراً من أن المعارك التي اندلعت تهدد بـإعادة إشعال الحرب بين الجانبين، ودعا أعضاء مجلس الأمن الخرطوم وجوبا لإظهار ضبط النفس بأقصى درجاته والمحافظة على العملية السلمية والمفاوضات بينهما لحل القضايا الخلافية، بما في ذلك النفط والصراع على الحدود والجنسية ومنطقة أبيي الغنية بالنفط.

من ناحيتها، أعربت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، عن القلق الشديد حيال التصعيد الأخير بين الخرطوم وجوبا، وقالت إن واشنطن تبذل مساعي للتهدئة بين الجانبين، وعلقت على أهمية وجوب انعقاد اجتماع قمة بين الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، كما حملت كلينتون الخرطوم مسؤولية الأحداث الأخيرة وذلك بسبب القصف الجوي الذي تمارسه في مناطق الحدود.

وأعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، جان بينج، عن خشيته أن يؤدي التصعيد على الحدود بين دولتي السودان وجنوب السودان إلى نشوب حرب بينهما، ودعا الاتحاد الأفريقي، الخرطوم وجوبا لسحب قواتهما إلى مسافة عشرة كيلومترات عن الحدود الفاصلة بينهما، كما نصَّت عليه وثيقة وقعها الطرفان أخيراً، لتهدئة التوتر المخيّم على الجانبين بعد معارك جرت بين البلدين الجارين.

وأعلن قائد منطقة هجليج أمس، إن المنطقة "تم تأمينها بالكامل" من قبل القوات السودانية. وزار وزير النفط السوداني عوض أحمد الجاز المنطقة أمس. وشاهد صحفيون رافقوه جثث ثلاثة أشخاص ودبابتين قرب المدينة بينما كان الدخان يتصاعد من منزل أصيب بأضرار. وقال قائد المنطقة بشير مكي للوفد إنه "تم تأمين هجليج ومنطقتها بالكامل".