سبق أن دعوت إلى تأسيس بنك للتنمية الاقتصادية في الشرق الأوسط، ولم تلق الدعوة استجابة، لأسباب لا داعي لذكرها، وأصبحنا اليوم أكثر إلحاحا للدعوة إلى تأسيس بنك عربي للتنمية على مستوى العالم العربي، تساهم في رأسماله جميع الدول العربية، ليكون بذلك منبعا ومصدرا لتمويل البنية الرأسمالية لبناء اقتصاد عربي قادر على تحقيق الرفاهية والازدهار لجميع الشعوب العربية لتنعم بكرامة حرية الاستقلال من التبعية الاقتصادية والاستعباد السياسي، ولتحقيق ذلك نعرض أهم المتطلبات الأساسية لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي من أجل استقلال حرية القرار الاقتصادي في العالم العربي من التبعية السياسية: أولا: تتبنى دولة عربية الدعوة لتأسيس هذا البنك. ثانيا: رأسمال البنك (ترليون دولار أميركي)، ثالثا: تسهم كل دولة عربية في رأسمال البنك بقسط سنوي لمدة 20 عاما، لا يقل مبلغ القسط عن مليار دولار أميركي، ولا يزيد على 5 مليارات في العام حسب مقدرة كل دولة عربية على المساهمة. رابعا: على افتراض أن عدد الدول العربية القادرة أن تدفع في المتوسط القسط السنوي للمساهمة وهو 2.5 مليار دولار أميركي على مدى 20 عاما، هي 20 دولة عربية، فيصبح القسط السنوي الإجمالي هو 50 مليار دولار أميركي، ليصبح لدينا ترليون دولار أميركي. خامسا: بمجرد تأسيس هذا البنك، تصدر كل دولة مساهمة في البنك سندات ضمان من البنك المركزي في كل دولة مساهمة، تضمن فيه هذه الدول بواسطة بنوكها المركزية الأقساط السنوية المستحقة عليها، ليتمكن البنك من مباشرة أعماله وأهدافه التي من أجلها أنشئ. سادسا: يمول البنك جميع مشاريع التنمية الاقتصادية في جميع المجالات الخاصة والعامة، بنسبة 50%، من تكلفة كل مشروع، على أن يركز البنك على مشاريع الطاقة، والصناعة والزراعة، وقطاع الخدمات من أجل توفير فرص عمل للشباب العربي. سابعا: نظرا لحجم رأسمال البنك، فإن البنك يستطيع أن يساهم بمبلغ قدره 50 مليار دولار أميركي تمثل 50%، مضافة لها 50% أخرى من القطاعين الخاص والعام، ليصبح لدينا 100 مليار دولار أميركي، تضخ كل عام في الاقتصاد العربي، تكفي لإحداث ثورة اقتصادية علمية صناعية، تخرج العالم العربي من ضيق التخلف إلى سعة التطور والازدهار والتقدم. ثامنا: إنها حقيقة قابلة للتطبيق، أرجو من كل مسؤول عربي خاص أو عام، أن يتبنى هذا المشروع ويدعو له، حتى يصبح حقيقة، وسنكتب التاريخ معا ويكتب التاريخ عنا، آن الأوان أن نعمل لإسعاد شعوبنا العربية وتجديد الأمل فيها بأنها أمة تستحق أن تساهم في بناء الحضارة الإنسانية المحبة للسلام والحرية والعدالة.