حالت الجدران الأسمنتية دون ضياع هوية 80 مقبرة تخفي تحت ثراها وبين جنباتها، رفات أموات رحلوا عن هذه الدنيا، حتى لا تلاقي مصير مثيلاتها من المقابر التي غيرت ملامحها خرسانات الأسمنت، واختلط فيها الرفات بالحجر والطين، ونشأت فوق أسطحها أبنية تدور حولها الروايات، والأحاديث، والأساطير.

وعمدت أمانة منطقة الرياض، إلى تسوير 80 مقبرة ضمن مشروع يهدف إلى التعريف ببعض الأراضي التي تحوي رفات أموات ولم تكن معروفة من قبل.

وأوضح المدير العام لصحة البيئة في أمانة مدينة الرياض المهندس سليمان البطحيل لـ"الوطن"، أن هذه المقابر تقع في أحياء مختلفة من مدينة الرياض مثل الجرادية والخزان وشارع الأمير فيصل وغيرها في مساحات مختلفة، وأن الأمانة قامت بضمها ضمن المشروع بعد أن تأكد لديها أنها مقابر لأشخاص، وجرى وضع سور موحد عليها حتى تعرف مواقعها وتحترم.

ونفى البطحي إمكانية نقل بعض المقابر أو البناء عليها، خصوصا التي تقع على طرق رئيسة كطريق العليا العام الذي تظهر في منتصفه إحدى المقابر بشكل بارز ضمن معالمه، مشيراً إلى أن المقابر تعتبر وقفا تحت رعاية الدولة ولا يمكن نقلها أو البناء عليها وأنه تم تسويرها ووضع لوحة عليها.

يذكر أن أمانة منطقة الرياض، بدأت بتنفيذ مشروع مسح المقابر من خلال ترسيته على مكاتب استشارية تمهيدا للبدء بعملية ترقيم القبور، على أن تطبق ذلك في مرحلته الأولى على ثمان مقابر تشمل العود، جنوب الرياض، النسيم، أم الحمام، عرقة، أم الحصى، هجرة هيت، ومقبرة لبن.