مكث زعيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن في باكستان، نحو 9 سنوات منذ انتقاله إليها عام 2002 حتى مقتله في مايو 2011، متجنبا الإقامة في منطقة القبائل لأنها تحت مراقبة المخابرات الأميركية، وفق ما كشفت أرملته اليمنية أمل السادة. وقالت، بحسب تقارير سربت أمس للقنوات الباكستانية الخاصة، إن زوجها كان يتنقل بحرية وسكن في 5 منازل بمدن كراتشي وبشاور وسوات وأخيرا في أبيت أباد قرب إسلام أباد (العاصمة).

وأوضحت السادة أنها سافرت إلى كراتشي لتتزوج بن لادن عام 2000 بعد حصولها على تأشيرة من سفارة باكستان بصنعاء، ومنها انتقلت إلى قندهار الأفغانية لتعود مجددا إلى كراتشي بعد أحداث 11 سبتمبر.

وأفادت بأنها تنقلت مع بن لادن بين بشاور وهريبور بمقاطعة هزارة، وسوات وأخيرا أبيت أباد خلال تلك الفترة، مشيرة إلى أنها أنجبت ولديها الثاني والثالث آسيا وإبراهيم بمستشفى حكومي في هريبور من دون أن يشك فيها أحد.




أفادت تقارير سربت أمس للقنوات الفضائية الباكستانية الخاصة أن زوجة أسامة بن لادن اليمنية أمل السادة، ذكرت في إفادتها للشرطة أن زعيم القاعدة أسامة بن لادن كان يعيش في 5 بيوت آمنة بباكستان، قبل أن تقتله القوات الأميركية في 2 مايو الماضي في مجمع بثكنة أيبت آباد.

وقالت أمل إنها عندما قررت أن تتزوج بن لادن حصلت على تأشيرة من السفارة الباكستانية بصنعاء وسافرت إلى كراتشي في يوليو 2000 لتتزوج بن لادن. لكنها قالت إن بن لادن هربّها من كراتشي عن طريق بلوشستان المتاخمة لمدينة قندهار، وهي معقل زعيم طالبان الملا محمد عمر، وسكنت مع زوجتين أخريين في مزرعة خاصة كانت تقع في ضواحي مدينة قندهار. لكن الأمور بدأت تتعقد بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث تقرر نقل العائلة من قندهار لكراتشي وكانت تتنقل فيها بين خمسة منازل، وأنجبت في أحدهم ابنتها الأولى صفية. وتابعت، أنها انتقلت في يونيو 2002 إلى بشاور عاصمة خيبر بختونخواه شمال غرب باكستان، وكانت المخابرات الأميركية في ذلك الوقت تعتقد أن بن لادن يقيم في منطقة القبائل الباكستانية. وأفادت أمل أن بن لادن لم يحبذ السكن بمنطقة القبائل نظراً لأنها كانت محط أنظار المخابرات الأميركية، لذلك اختار المناطق الريفية من إقليم الحدود، فسكن في بيت فاخر بشنغلا بمقاطعة سوات (80 ميلا عن إسلام أباد)، وانتقل في 2003 إلى هريبور بمقاطعة هزارة، ومكث بها عامين، حيث أنجبت خلالهما آسيا وإبراهيم بمستشفى حكومي في هريبور، ثم انتقلت في يونيو 2005 لمجمع بن لادن في أيبت أباد، وأنجبت هناك ابنتها زينب في 2006 وحسين في 2008. وذكرت أمل أن القوات الأميركية قتلت خلال الغارة على مجمع بن لادن 4 أشخاص هم أبو أحمد الكويتي وإبرار خان (المسؤولان عن تأجير المنازل لـ"بن لادن")، وزوجة بن لادن (بشرى) ونجله خليل (20 عاما)، أما هي فنجت من الموت لأنها أصيبت برصاصة في ساقها وف قدت وعيها وظنت القوات الأميركية أنها قتلت.

وفي السياق طلب سكرتير حزب الرابطة الإسلامية عضو مجلس الشيوخ مشاهد حسين سيد أمس إطلاق سراح أمل وأولادها الأربعة لاعتبارات إنسانية بعد التأكد من براءتهم. وتحتجز باكستان ثلاث زوجات لـ"بن لادن" و13 طفلا وطفلة كانوا يسكنون مع بن لادن عند مقتله.

إلى ذلك، قتل 35 مسلحا باشتباكات مع القوات الباكستانية بمقاطعة أوركزاي بالحزام القبلي الباكستاني، فيما أربعة مسلحين بهجوم لطائرة أميركية بدون طيار استهدف سكنيا بميران شاه بوزيرستان الشمالية.

وفي أفغانستان، ألمحت الإدارة الأميركية عن استعدادها لتخفيف القيود عن زعماء سابقين بحركة طالبان معتقلين في جوانتانامو ممن قد ينقلون لقطر في إطار صفقة بين الولايات المتحدة والحركة لبدء محادثات سلام، شريطة أن تتعهد قطر بعدم السماح لهم بمغادرتها.

في غضون ذلك، قتل شرطي أفغاني أول من أمس تسعة من زملائه بولاية باكتيكا جنوب شرق أفغانستان، بهجوم تبنته حركة طالبان.